عقدة الدونية
عقدة الدونية هي شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه. مما يدفع البعض إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ وتحقيق الذات والكينونة. ولمواجهة العقدة الدونية لابد من سلوك الاتجاه الصحيح بالرقي الفكري.
فما الذي جعل عبدالله بن أبي سلول رمز للانحطاط الفكري في عهد كان من أروع العهود في التسامي الفكري؟
وما الذي جعل هتلر رمزاً من رموز الاستبداد!
الجواب: هو أنهما لم يسلكا الاتجاه الفكري الصحيح ولم يرتقيا في عالم الفكر الهادف والسامي.
والعكس بالعكس؛ ما الذي جعل ألبرت أينشتاين بهذا القدر من الفكر الراقي والمعرفي الذي أنار طرق العلم والمعرفة؟
فالجواب إذاً بسيط، هو أنه سلك الاتجاه الصحيح بفكره وأهدافه.
إذاً؛ كل منّا مُطالب بالرقي، فالرقي يتضمن إظهار الذوق السليم والحكمة والبراعة، بدلا من الفجاجة والغباء والابتذال، لمواجهة مجتمع راقي بفكرٍ واعي وطموح واسع، والابتعاد عن التدني الثقافي الذي يؤثر وبشكلٍ سلبي على أسلوب حياة الشخص.
فاليوم ليس كالأمس، شباب اليوم يختلفون عن شباب الأمس، فالشاب اليوم يجب أن يسير في رحلة المشتاق لاختراق الآفاق، وللسير في هذه الرحلة لابد من الرقي والارتقاء بالفكر والطموح وبالذات أيضاً، والابتعاد عن صخب وضوضاء المنحطين فكرياً، وأن تكون مواهبه وأهدافه على شكلِ سلسلة فكرية راسخة ثابتة وغير متزعزعة.
إن الإنسان في مرحلة طفولته ومع بداية فهمه وإدراكه لما حوله يبدأ عنده شعور النقص، نظراً لوجود الآخرين الذين يكبرونه سناً والذين لديهم قدرة أفضل منه لفهم الحياة والتكيف مع البيئة، مما يعطيه القوة الدافعة لتطوير قدراته، وهذا وصف الطبيب النمساوي «ألفرد أدلر» أسلوب مواجهة النقص، بأنه أسلوب الحياة.
وفي نظري، أنه هناك فرضيتان لتطوير تلك القدرات، إما أن يسلك الشخص مسار المنحطين فكرياً، أو ينشأ مسار فكري راقي ويكون نجم لامع بين أقرانه فيُجبر كل من صاحب الفكر السليم وصاحب الفكر المنحط في الاستماع إليه!
فكل شخص لديه خيارات ليتألق ويظهر ما في جعبته مما يثير الإعجاب، بطريقته هو.
فالرقي الثقافي يعني تحوّل الكائن من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود.
إذاً؛ على الإنسان أن لا يتأثر بتلك العقدة الدونية سلباً حتى لا يقع في فخ عقلية هتلر! فليكن التأثير إيجاباً كي يكون آينشتاين عصره.