إصدار.. كتاب «نداء على حافة الأبدية»
يُقال أن العنوان هو الباب الذي ندخل منه إلى بيت القصة، هكذا أدخلنا هادي رسول في ”نداء على حافة الأبدية“، لم يقل لنا، بل كان يٌرينا ما كان يود قوله.
استخدم مستودع ذاكرته مُناديا البعيد والقريب، مازجا فيها عاطفته بوعيه الثقافي.
هادي رسول ذهب في سرديته إلى أبعد من رائحة والمكان، فهو يجس مواضع العاطفة والتنشئة والعادة داخل الأسرة والبيت الأكبر بيت الجد، والقرية كبيت أوسع.
كما لم يقتصر في سرديته على قريته وما جاورها من قُرى، حين أطل مُتغزلا بدارين وجمال فتنتها وتاريخها، وكأنه أرد أن يقول بأن كل جزء من هذا الوطن هو مسكن متصل ببعضه بسلمية وطنية وأخوية تامة..
أما عن الحزن الذي يصفه بالمفهوم الوجودي، والحالة العابرة للزمن، والتي لا يقصد بها الحالة الفردية، يوضح فيها وكأن السماء تُبشر الناس برسالتها لهم.
هكذا يدعو هادي رسول لقراءة موسم الحزن بعيدا عن العاطفة التي تستأثر بوجدان الناس وربما تضيّق مساحة المنطق أحيانًا، موضحا بأن موسم الحزن ”يأتي محملا برموز وشخوص تاريخية، تتجرد من موقعها التاريخي المحض إلى موقع أسطوري ملهم“.