الحمل لدي البشر غريب. دراسة جديدة زادت من غموضه
الحمل لدي البشر غريب. دراسة جديدة زادت من غموضه
بقلم شارلوت هسو
24 أبريل 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
التصنيف: النساء والولادة
Human pregnancy is weird. A new study adds to the mystery
By CHARLOTTE HSU
Published April 24,2020
من منظور تطوري، الحمل لدى البشر حمل غريب جدًا. كما يقول عالم الأحياء في جامعة بافلو UB ڤنسنت لينش Vincent Lynch
يقول لينش: ”على سبيل المثال، لا نعرف سبب دخول النساء في مخاض“. ”الحمل في البشر ينزع إلى الاستمرار لفترة أطول من الحمل في الثدييات الأخرى إذا أخذت في الاعتبار تعديل عوامل كحجم الجسم. العملية الفعلية للمخاض [لدى البشر] تميل إلى الاستمرار لفترة أطول من عملية المخاض لدى الحيوانات الأخرى. كما أن الحمل والمخاض لدى البشر أكثر خطورة“.
مع أخذ هذه الشذوذات في الاعتبار، شرع لينش وزميلته ميرنا مارينيك Mirna Marinić في دراسة تطور الجين الذي يساعد النساء على المحافظة على حملهن: جين مستقبِل البروجسترون.
لكن نتائج الدراسة تزيد من غموض الحالة، كما يقول لينش، أستاذ مساعد في العلوم البيولوجية بكلية الآداب والعلوم.
أظهرت الأبحاث السابقة أن مستقبِل جين البروجسترون خضع لتطور سريع في البشر، وقد أشار بعض الباحثين إلى أن هذه التغييرات السريعة حدثت لأنها حسّنت وظيفة الجين. وهذا ما يسمى بالانتقاء الإيجابي.
لكن دراسة لينش وميرنا - التي نشرت على الإنترنت في 17 أبريل، 2020 في مجلة بلوس جينتكس PLOS Genetics - لفتت الإنتباه إلى نتيجة مختلفة.
وجد بحثهما أنه بينما تطور مستقبِل جين البروجسترون بسرعة في البشر، لا يوجد دليل يدعم فكرة أن هذا حدث لأن هذه التغييرات كانت مواتية. في الواقع، كانت قوة الإنتقاء التطوري ضعيفة جدًا لدرجة أن الجين راكم العديد من الطفرات الضارة حين كان يتطور في البشر، كما يقول لينش.
النتائج جاءت من تحليل الحمض النووي لـ 115 نوعًا من الثدييات. وشملت هذه الثديات مجموعة متنوعة من الرئيسيات، بدءًا من البشر المعاصرين والنياندرتال المنقرضين إلى القرود والليمور [1] والوريس [2] ، إلى جانب أنواع ثدييات من غير الرئيسيات مثل الفيلة والباندا والنمور وأفراس النهر وخنازير الأرض [3] وخراف البحر [4] وحيوانات الفظ البحرية [5] .
يقول لينش إن النتائج كانت مفاجأة.
”توقعنا شيئًا مختلفًا جدًا. هذا الشيء فتح هذا اللغز الذي لم نتوقعه“. ”اعتقدت أن مستقبِل جين البروجسترون كان سيتطور للاستجابة بشكل أفضل للبروجسترون، وأن يكون أفضل في تثبيط الالتهابات أو الانقباضات لإبقاء النساء حوامل لفترة أطول. يبدو أن الأمر معكوس: في الحمل لدى البشر، هناك كمية هائلة من البروجسترون، ومع ذلك فالجين ليس جيدًا بالمستوى المطلوب مما يجعله لا يقوم بعمله كما ينبغي. أتساءل عما إذا كان هذا قد بجعل النساء معرضات لأشياء كالولادة قبل الأوان، وهي ظاهرة ليست شائعة في الحيوانات الأخرى“.
تقول ميرنا، باحثة ما بعد الدكتوراه في قسم بايلوجيا على مستوي الأحياء الدقيقة Organismal Biology [دراسة البنية والوظيفة والايكولوجيا والتطور علي مستوى الكائن الحي الدقيق، للمزيد انظر [6] ] والتشريح بجامعة شيكاغو، ”إن الحمل حدثٌ يوميٌ - لن يوجد أي منا هنا لولاه - ومع ذلك، لا تزال العديد من جوانب هذه العملية محيرة“. ”هذه الدراسة ركزت على مكون أساسي، وهو تشويرات signaling البروجسترون عبر مستقبِلات البروجسترون، ونتائجنا تضيف خطوة أخرى نحو معرفة أعمق بخصائص الحمل لدى البشر“.
تعد مستقبِلات جين البروجسترون أمرًا بالغ الأهمية للحمل لأنه يزود الخلايا بتعليمات عن كيف تكوّن بنيويات صغيرة تسمى مستقبِلات البروجسترون.
أثناء الحمل عند البشر، هذه المستقبِلات تكتشف / تجس وجود البروجسترون، وهو هرمون مضاد للالتهابات التي تنتجه النساء الحوامل والمشيمة في أوقات مختلفة. عندما يكون البروجسترون موجودًا، تتصرف المستقبِلات فورًا وتطلق عمليات تساعد على إبقاء المرأة حاملاً وذلك جزئيًا بمنع الرحم من الانقباض وبتقليل التهاب الرحم وبتثبيط الاستجابة المناعية الأمومية للجنين.
بالإضافة إلى استكشاف التاريخ التطوري لمستقبِل جين البروجسترون، أجرى لينش وميرنا تجارب لاختبار ما إذا كانت الطفرات في النسخة البشرية من الجين قد غيرت وظيفتها. الجواب نعم.
كما كتب الباحثان في ورقتهما، ”قمنا ببعث الأشكال السلفية ancestral لمستقبِل البروجسترون واختبرنا قدرتها على تنظيم الجين المستهدف. وجدنا أن أشكال مستقبِلات هرمون البروجسترون لدي البشر قد تغيرت في وظيفتها، مما يشير إلى أن الأفعال التي ينظمها البروجسترون قد تختلف أيضًا في البشر. نتائجنا تقترح توخي الحذر في محاولة تطبيق النتائج من النماذج الحيوانية على بيولوجيا البروجسترون لدى البشر“.