عوداً على بدء
كثير من الأطباء والمختصين والباحثين أيضاً تحدثوا عن علم البكتيريا وعن علم الفيروسات، وهناك فرق كبير بينهما..فالبكتيريا: كائن حي مستقل يمكنه العيش والتكاثر بشكل مستقل، أي دون الحاجة لعائل كالإنسان، ويتم الكشف عنه بالمزرعة البكتيرية، بينما الفيروس: كائن شبه حي أي أنه يتصرف كالكائنات الحية عند دخوله لجسم الإنسان وغير حي خارج الجسم أيضاً، ويتم الكشف عنه بطريقة فحص الحامض الوراثي الموجود فيه.
بالنسبة للبكتيريا المريض الذي يشتكي من بعض الالتهابات سواء كانت في الحلق أو في الدم أو في البراز والبول أجلكم اللّٰه، فسرعان مايقوم الطبيب بإرساله إلى المختبر لعمل مزرعة بكتيرية وعلى ضوء نتيجة المزرعة البكتيرية إذا كانت إيجابية فسوف يصرف له العلاج المناسب بحسب نوعها، وغالباً مايكون هذا العلاج «مضاد حيوي». وأما الفيروس فهو كائن شبه حي كما ذكرت سابقاً يتصرف كالكائنات الحية عند دخوله لجسم الانسان ويتم الكشف عنه بطريقة فحص الحامض الوراثي الموجود فيه، ولا يمكن التعرف على هذا الفيروس من خلال المزرعة.
وهنا تكمن خطورة الإصابة بفيروس كورونا «COVID-19» وهذا الحاصل في بلاد العالم ونحن جزء منه.
فعدم التعرف على الفيروس يضاعف خطورته وبالتالي تفشيه بين أفراد المجتمع بشكل سريع وخطير.
هذه نبذة جداً بسيطة عن الفيروسات وخطرها الجسيم على صحة الإنسان، وبما أننا نعيش أيام صعبة لإجتياح فيروس كورونا «COVID-19»، ووضع الإحترازات والإحتياطات المنصوص عليها من منظمة الصحة العالمية المشددة لخطورة هذا الفيروس وسرعة انتقاله بين أفراد المجتمع.
فيجب علينا عدم التهاون في تطبيق هذه الإحتياطات الإحترازية وهي:
- لبس الكمامات بطريقة صحيحة ويجب غسل اليدين قبل ارتداء الكمام وبعد نزعه.
- ترك مسافة بينك وبين الأشخاص لاتقل عن مترين.
- الحرص الدائم على غسل اليدين بالماء والصابون.
- وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة والتجمعات العائلية.
- عدم الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى.
هذه الاحتياطات يجب أن تطبق بحذر على كل الاصحاء. أما المرضى أو المشتبه بهم بالإصابة أو من أخذت عليه مسحة طبية لمعرفة إصابته لحين ظهور نتيجة الفحص فهنا الأمر يختلف.
فالمصاب بحسب حالته يحجر في المحاجر التي خصصتها وزارة الصحة إذا كان فحصه ايجابياً، وأما المشتبه به أو من أخذت عليه مسحة فيجب عليه عدم الخروج من المنزل نهائياً والإختلاط بأي فرد من العائلة، وأن يحجر نفسه في مكان مخصص في بيته، مع فرز جميع حاجاته عن غيره وتعقيمها حتى ظهور النتيجة.
إذا كانت نتيجته سلبية فسوف يسمح له بممارسة حياته بشكل طبيعي، وإذا كانت إيجابية لاقدر اللّٰه فسوف تطبق عليه قوانين الحجر الصحي.
ومالاحظناه من بعد رفع الحظر جزئياً من قبل الدولة رعاها اللّٰه هو الكثير من الإهمال والتهاون في تطبيق الإحتياطات الإحترازية.
فعلينا أن نراعي أنفسنا ومن هم في الصف الأول لإنقاذ هذه الأرواح وهم معرضون بالإصابة بهذا المرض الخطير وهم الطاقم الطبي جزاهم اللّٰه كل خير. فالمراد منا ترك بعض العادات والتنازل عنها لفترة محدودة لحماية أنفسنا وهي:
- ترك الزيارات بأنواعها سواء كانت إلى الأهل والأقارب أو للأصدقاء أو المرضى أو لتأدية واجب إنساني.
- ترك التجمعات الشبابية في المجالس والإستراحات والمخيمات.
- ترك التجمهر في الطرقات.
- عدم استقبال أي شخص يكون مشتبه به أو متهاون بتطبيق الإحتياطات الإحترازية.
فالحالات بسبب ذلك الإهمال زادت بكثير عما كنا عليه فكل منا له عزيز عليه سواءً كان أب أو أم أو أخت أو أخ وهناك مرضى بأمراض مزمنة فبالتالي هم الضحيه فعندها لاينفع الندم.
دعونا نضع أيدينا بيد بعض ونحارب هذا الوباء بتطبيقنا جميع هذه التوصيات الإحترازية ونرجع كما كنا نسجل أصفاراً في عدد الإصابات حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.
فالدولة بقيادتها الحكيمة بذلت أقصى جهودها متمثلة في وزارة الصحة؛ لحماية هذا البلد وشعبه والمقيمين فيه. وعلينا أن نكون على قدر من الوعي وتحمل المسؤولية على عاتقنا ونأخذ هذه الجهود بعين الإعتبار والإحترام بتطبيق هذه الجهود من منطلق الإنسانية ومنطلق أننا شعب واعي ومثقف ويتحمل المسؤولية بجديه.
حمى الله بلادنا وشعبنا وجميع شعوب العالم من كل مكروه.