آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

حدة التوحد قد تتغير بشكل جوهري خلال مرحلة الطفولة المبكرة

عدنان أحمد الحاجي *

حدة التوحد قد تتغير بشكل جوهري خلال مرحلة الطفولة المبكرة
28 مايو 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي
التصنيف: أبحاث التوحد

Autism severity can change substantially during early childhood
May 28,2020

وجدت دراسة جامعة كالفورنيا في ديڤيس اختلافات جندرية في تغيرات حدة التوحد.

أظهرت دراسة أجراها معهد مايند MIND التابع لجامعة كالفورنيا في ديڤيس UC Davis أنه خلال مرحلة الطفولة المبكرة، تميل الفتيات اللاتي لديهن توحد إلى أن يظهرن انخفاضًا أكبر وأقل ارتفاعًا في حدة أعراض التوحد من الأولاد الذين لديهم توحد.

الطفولة المبكرة تُعتبر فترة من فترات نمو الدماغ الجوهري مع قدرة حاسمة على التعلم والتطور. كما أنها تعتبر الفترة المعتادة للتشخيص الأولي للتوحد وأفضل فترة للتدخل المبكر. في الولايات المتحدة، حوالي 1 من كل 54 طفلاً مشخص باضطراب طيف التوحد «ASD»، حيث بلغ عدد المشخصين بالتوحد من الأولاد أربعة أضعاف عدد الفتيات.

أشارت دراسات سابقة إلى نتائج غير متناسقة من حيث التغيرات في حدة التوحد أثناء الطفولة. كان الشعور العام هو أن شدة التوحد حين التشخيص ستستمر مدى الحياة.

قيّمت دراسة معهد مايند MIND، المنشورة في 14 مايو، 2020 في مجلة التوحد والإضطرابات النمائية [2]  Autism and Developmental Disorders التغيرات في حدة الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة والعوامل المحتملة المرتبطة بهذه التغييرات. الدراسة شملت 125 طفلًا «89 فتى و36 فتاة» لديهم اضطراب طيف التوحد من مشروع فينوم phenome للتوحد «المشروع يهتم بالتعرف على أنواع التوحد الفرعية ذات المعنى اكلينيكياً، [3] » «ويختصر اسم المشروع ب APP»، وهو مشروع طولي «لتعريف الطولي، راجع [4] » في عامه الرابع عشر في معهد مايند. تلقى الأطفال تدخلًا في التوحد من خلال الخدمات التي تقدم داخل المجتمعات community-based طوال طفولتهم [5] .

استخدم الباحثون مقياس حدة يتكون من عشر نقاط يسمى درجة الخطورة المعايَرة «CSS» لجدول رصد التوحد التشخيصي ADOS المشتق من جدول رصد تشخيص التوحد «ADOS»، وهو أداة التقييم الذهبية القياسية في أبحاث التوحد. قاموا بحساب درجة تغير الحدة للمشاركين المتمثلة في الفرق بين درجات ال ADOS CSS في سن السادسة ودرجاتها في سن الثالثة. التغير بنقطتين أو أكثر يُعتبر تغيرًا ملحوظًا في حدة الأعراض.

التغير في حدة أعراض التوحد والمحصلة المثلى

صنفت الدراسة المشاركين على أساس درجة تغير حدة درجة التغير إلى المجموعات التالية: مجموعة الحدة المنخفضة «28,8٪»، ومجموعة الحدة المستقرة «54,4٪» ومجموعة الحدة المرتفعة «16,8٪». إحدى النتائج الرئيسية كانت أن حدة أعراض الأطفال يمكن أن تتغير مع التقدم في السن. في الواقع، الأطفال يمكن أن يتحسنوا ويكونوا أفضل من السابق.

قال ديڤيد أمارال Amaral، برفسور الطب النفسي والعلوم السلوكية المتميز وعضو هيئة التدريس في معهد مايند في جامعة كالفورنيا في ديڤيس وكبير مؤلفي الدراسة ”اكتشفنا أن ما يقرب من 30٪ من الأطفال الصغار لديهم أعراض توحد أقل حدة في سن السادسة مما كانوا عليه في سن الثالثة. وفي بعض الحالات، يفقد الأطفال أعراض التوحد التي يمكن تشخيصها تمامًا“..

وقال أمارال: ”صحيح أيضًا أن الحالة في بعض الأطفال تتفاقم“. ”لسوء الحظ، ليس من الممكن في الوقت الراهن التنبؤ بمن ستتحسن حالته وبمن ستكون لديه أعراض توحد أكثر حدة ويحتاج إلى تدخلات مختلفة.“

النتيجة المثلى هي معيار يتحقق عندما لم يعد الشخص، المشخص سابقًا بالتوحد، يستوفي معايير تشخيص التوحد بسبب فقدان «غياب» الأعراض. في هذه الدراسة، سبعة مشاركين «أربع فتيات وثلاثة أولاد» درجة ال ADOS CSS التي لديهم كانت تحت حد تشخيص التوحد في سن السادسة، مما يشير إلى تحقيقهم المحصلة المثلى. الأطفال الذين يظهرون تناقصًا في حدة الأعراض لديهم مهارات تكيف أفضل في مجالات متعددة مقارنة بتلك الموجودة في مجموعتي الحدة المستقرة أو المرتفعة.

الفتيات اللاتي لديهن توحد ويموهونه كاستراتيجية للتكيف

الفتيات والفتيان قد يُميَزون بمظاهر مختلفة لأعراض التوحد. قد تظهر الفتيات نتائج نمائية أفضل من الأولاد في الإدراك ومهارات الألفة الاجتماعية والتواصل الاجتماعي.

وقالت إينات وايزبارد بارتوڤ Einat Waizbard-Bartov، باحثة في الدراسات العليا في معهد مايند والمؤلفة الأولى للبحث: ”وجدنا أن التوحد لدى الفتيات ينخفض ​​في حدته أكثر منا ينخفض عند الأولاد وتزداد حدته عندهم أقل من زيادة حدته في الأولاد خلال الطفولة المبكرة“.

ووفقًا لويزبارد بارتوڤ، إن أحد التفسيرات المحتملة لهذا الاختلاف هو قدرة الفتيات على التمويه أو إخفاء أعراضهن. تمويه خصائص التوحد يشمل إخفاء الأعراض من قبل الشخص في المواقف الاجتماعية. تعد استراتيجية التأقلم هذه سلوكًا اجتماعيًا تعويضيًا سائدًا أكثر لدى الإناث المشخصات باضطراب طيف التوحد مقارنة بالذكور الذين لديهم اضطراب طيف التوحد عبر مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك مرحلة البلوغ.

وقالت وايزبارد بارتوڤ: ”حقيقة أن المزيد من الفتيات يبدو أن لديهن انخفاضًا في حدة التوحد ربما يرجع إلى زيادة عدد الفتيات مقارنة بعدد الأولاد اللاتي تعلمن كيف يخفين أعراضهن، مع تقدمهن في العمر،“. ”سوف نستكشف هذا الاحتمال في الدراسات المستقبلية.“

معدل الذكاء والحدة الأولية والتغير في حدة التوحد

الدراسة وجدت أيضًا أن معدل الذكاء IQ له علاقة ملحوظة بتغير حدة الأعراض. الأطفال الذين لديهم معدل ذكاء عال هم أكثر احتمالًا لأن يظهروا انخفاضًا في أعراض التوحد.

وقالت وايزبارد بارتوف: ”يُعتبر معدل الذكاء أقوى مؤشر على حدة الأعراض للأطفال الذين لديهم توحد“. ”كلما ارتفعت درجات معدل الذكاء من سن الثالثة إلى السادسة، كلما انخفضت مستويات حدة الأعراض.“

لم يتمكن الباحثون من تحديد العلاقة بين مستويات الحدة المبكرة وتغير الأعراض في المستقبل. والمثير للدهشة أن مجموعة الأطفال الذين يعانون من حدة أعراض عالية في سن السادسة أظهرت مستويات حدة أقل بكثير في سن الثالثة، وكانت درجات حدتها أقل تفاوتًا من المجموعات الأخرى.

تثير الدراسة العديد من القضايا للمزيد من الاستقصاء في المستقبل، مثل العلاقات بين معدل الذكاء ومستوى الحدة الأولية، ونوع وكثافة التدخل الذي يتلقاه الطفل، فيما يتعلق بتغيير الأعراض بمرور الزمن «العمر».