خاطرة لغوية: معاجمنا ومعاجمهم
تدوالت المواقع الأخبارية اليوم، 9 يونيو 2020، ومنها CNN خبرًا أن إمرأة أمريكية، من ولاية ميزوري اسمها كينيدي ميتشوم «20 سنة» أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني الشهر الماضي إلى معجم ميريام وبستر الإنجليزي الشهير حول تعريف كلمة ”عنصرية“ غير كافٍ، ويتضمن القمع المنهجي في تعريفها. وصرح محرر المعجم أنهم ”يعملون على تغيير الصياغة وإضافة السياق“.
ربما البعض يستهويه أن يكون عنوان الخاطرة ”نساؤنا ونساؤهم، ومعاجمنا ومعاجمهم“، لأن إمرأة انتفضت وطالبت بحقها وحق جماعتها. لكن هذا الجانب يهتم به الفلاسفة والأنثربولوجيون، أما أنا فيهمني تعاطي إدارة معجم ويبستر لطلبها من منطلق لغوي، رغم أن أي مصطلح هو ”كتلة ثقافية“، داخلها فكر ورؤى من طوره.
تعامل محرري ويبستر مع مواطنة عادية يؤكد مفهوم ”صناعة المعجم“ في علم اللغة. وهذا هو الفرق الكبير بين المعاجم الغربية والمعاجم العربية.
المعجم في العالم الغربي المتحضر المنتج ”صناعة“، لها الوجه اللغوي والوجه الثقافي العام، بما فيه توجه اقتصادي «الرأسمالي».
بينما المعجم في العالم العربي المستهلك هو ”ترفٌ“، وإن كان ترفًا فكريًّا، ويغلب عليه الفردية، وليس المؤسساتية كنظيره الغربي.
في أزمة كوفيد_19 الحالية، استنفرت المعاجم الأجنبية، وخاصة الإنجليزية منذ بدايتها بفرق طوارئ على مدار الساعة وطلبت من محرريها متابعة المفردات التي تبرز وتتداول في هذه الأزمة، ومن خلال العمل من البيت. كما ذكرت في مقال تفاعل اللغة مع المتغيرات الاجتماعية الطارئة، المقال الخامس في سلسلة ”كورونا: البعد اللغوي «5»“، المنشور في جهينة في 15 - 4 - 2020م.
يتبع...