آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:30 ص

بعد مئات الإصابات هل تاه البعض بين النظريات الواتسبية؟!

بعد مئات الإصابات والتهاون والتراخي... هل تاه البعض بين النظريات «الواتسبية»؟!!!

هل تاه البعض بين ركام ما يتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

هل أحدث مايتم تناقله من نظريات وأراء تشويها ولبسا في عقول البعض؟

هل أخطأ متبني بعض الأفكار في توصيل أفكارهم بالشكل الصحيح للمجتمع دون قصد منهم؟

للإجابة على تلك التساؤلات قد نحتاج لعدة مقالات تتناول الإعلام وخطورته وأثره في المجتمعات سواء بالإيجاب أو السلب لكني سأحاول في هذه المقالة تناول الموضوع من زاوية تتعلق بتأثير ما يتدوال محليا بخصوص أزمة «فيروس كورونا» في هواتفنا الخلوية وتأثير ذلك على قناعات الناس وسلوكهم في التعامل مع الاحترازات الصحية.

تتزايد يوما بعد يوم أهمية الإعلام ومدى تأثيره على سلوك المتلقين بدا ذلك جليا في ثنايا أزمة كورونا فهاهي هواتفنا تزخر كما يقال بالغث والسمين وبالخصوص إعلام الشائعات «الواتس أب» والذي تحول في الآونة الأخيرة لما يشبه الديوانيات يتناقل خلال هذه الوسائل الكثير من الوسائط المتنوعة سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة كان السائد والرائج فيها في بداية الأزمة هو التعاون ومواجهة انتشار الفايروس وضرورة الانتصار عليه والحق يقال فقد بذل الناس جهودا وتعاونا للمواجهة بكل جدية وتفاؤل كان ذلك واضحا عبر رسائلهم المحتفية بتكرار الأصفار لكنهم ظنوا أن المعركة قصيرة وأيام وأسابيع وتنتهي بينما هي في الواقع معركة النفس الطويل والصبر والشجاعة وتقديم التضحيات...

لكن ومع مرور الوقت وطول مدة الحظر وتلاشي حلم الأصفار ترافق ذلك مع ضغوط تداعيات الحظر وتدفق أفكار وفلسفات مختلفة عبر الاعلام المحلي المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي فبدأنا بنظرية مناعة القطيع إلى أن وصلنا لنظريات المؤامرة...

لم نرى نظرية مثلا لها قابلية التطبيق على أرض الواقع تحل حيرة الناس بل رأينا بكل أسف كل ما يزيد حيرتهم وقلقهم!

وفي إعلام «كما وصلني» الحر حلولا لكل شي فمن المضمضة بالماء والملح وغيرها من علاجات ثم تقدمنا بشكل مذهل حتى عرفنا خصائص الفايروس والخلية وهل هو طبيعي أم مصنع...؟! إلى أن نهاية الأمر «كما وصلني» سينتهي بفناء ثلثي البشرية...

وتداول الناس بينهم فكرة المؤامرة وأننا نعيش كذبة كبيرة وأشبعت هذه الفكرة تجاذبا وتنافرا في الديوانيات الواتسبية بين مؤيد ومعارض ومن ضاع في «الطوشة» حتى سمعنا من ينقلها بحماس في الاسواق والمخابز وفي كل مكان متغافلا عن أن هذا قد يحدث تشويشا في عقول البعض فتتداخل في ذهنهم كلمات المؤامرة والكذب وحقيقة الفايروس فتصله الرسالة مشوهة ناقصة وخاطئة فتلتبس عليه الأمور فقد يظن البعض أن لا وجود لخطر حقيقي وأن بإمكانهم مثلا التجول وقت الحظر أو التجول دون احتراز فالأمر بالنسبة إليه لا يعدو كونه كذبة كبيرة وهنا يحدث التراخي والتهاون فقناعة الإنسان تقود سلوكه إما للنجاة أو للكارثة.

عزيزي متبني نظرية المؤامرة بغض النظر عن مصداقيتها من عدمه فكل رأي يحتمل الصواب والخطأ وقد أتفق معك أو أخالفك هذا أمر طبيعي وليس أمرا مشينا...

ولست هنا بصدد المناقشة أو المهاجمة لهذة النظرية أو غيرها بل أبتغي التأكيد على أهمية أن تكون نظرتنا شاملة في طرحنا للآراء والحرص على إيصال المعلومة الصحيحة لعامة الناس فقد تكون شريكا أو عاملا غير مباشر في تزايد الإصابات لا قدر الله دون قصد منك.

أدعوك وأرجوك أن تحرص حين عرض رأيك للناس خاصة البسطاء منهم أن تتحلى بحس المسؤولية وتبين قبل عرض رأيك واقع المستشفيات المكتظة بالحالات وتشدد على ضرورة الالتزام بالاحترازات الصحية ثم قل ما شئت قل وتفاخر بما تؤمن به من أفكار ونظريات وخذ بالاعتبار المستويات الفكرية للناس وضع نصب عينيك المصلحة العامة فالكلمة أمانة.

لا شك أن ضرر إعلام «ماهب ودب وخذ وخل» المستشرى لابد من محاصرته والحد من تداعياته السلبية الكثيرة... لذا أرى أن وجود قناة تلفزيونية لمحافظة القطيف بات أمرا مهما وسيساهم كثيرا في الحد من تأثير إعلام الشائعات.

ختاما لابد لليل أن ينجلي مهما طال وقريبًا سيبزع نور يوم جديد معلنا صفحة جديدة خالية من هذا الوباء إنه يوم انتصار العلم على المرض لن يكون آخر مرض ولن يتوقف العلم على مواجهته وستستمر الحياة...

إن ما هو مطلوب منا أمر يسير فقط الأخذ بالاحترازات الصحية فهي واجب وطني وتكليف شرعي وكما أن الكلمة أمانة فنفسك وأهلك ومجتمعك أمانة.

حرسكم الله جميعا من كل سوء.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
البلورة
[ سبهات ]: 10 / 6 / 2020م - 11:25 م
اتفق مع مقال الكاتب كلام جمبل
واتفق معه بانشاء قناة تلفزيونية
بس اتمنى يكون لها معاييير وشروط معينه
تواكب رؤية 2030 واظهار الروح الوطنية
لابناء المنطقة بدون مبالغه
ايضا استخدام اللهجة البيضاء عشان تكون مفهومه
من الجميع
ان نقدم تراث وتاريخ الفطيف بطريقه احترافية
وجيدة وفيه ابداع
ان تكون المادة المقدمه واقعية وشفافة
وانها ماتكون بطريقه مضحكة وفرصة للاستهزاء
بتراث المنطقة
وشكرا