العيد.. والاسئلة الصعبة
الان وقد افطر الجميع واحتفلوا بالعيد كل حسب قناعته تقبل الله منهم جميعا وكنا قد رأينا قبلها الجدل الفقهي والاخذ والرد والبيانات الالحاقية العاجلة والتسجيلات الصوتية الشارحة والتي تواصلت الى وقت متأخر من نهار يوم الاحد
ربما حان الوقت الان للمراجعة والسؤال وسأكتفي هنا بالسؤال تاركا الاجابة للقارئ الكريم والنطق بالاسئلة الصعبة هو اولى خطوات التفكير في الحل:
اولا: نسأل ان كان ما حصل من الاختلاف والالتباس امرا طبيعيا وحسنا؟ وهل طلب الوحدة في العيد امرا منكرا مجافيا لسيرة العقلاء وروح الشرع؟
اذا كان كذلك فلا داعي للاحتجاج والانزعاج.
وثانيا: نسأل ان كان من حق الناس ان يحتجوا ويجادلوا في هذه المسائل ام ان عليهم ان يسمعوا ويطيعوا كائنا ما كان؟ وهل علينا ان نتهم الناس في نياتهم ان هم تساءلوا؟
ونسأل ثالثا: لماذا لا يستطيع علماء الدين التواصل بينهم والخروج برأي جماعي وهم الذين يدعون الى التواضع ويسردون في ذلك قصصا جميلة - لماذا لا يتواصلون فيما بينهم كما يفعل كثير من العلماء في مجالات اخرى ويخرجون بفهم واحد لرؤية الهلال وان لم يستطيعوا فعلى الاقل يقاربوا بينهم بغرض سد الفجوة وتقليص مساحة الخلاف بما ييسر على الناس؟
ونسأل رابعا: لماذا يختلف العيد عن غيره من الاحكام التعبدية التي يختلف فيها الفقهاء كالصلاة مثلا؟ هل للعيد ميزة تجعل من مطلب التوحد فيه مقصدا شرعيا وأن الاختلاف الواسع مفسد لهذا المقصد الشرعي؟
وخامسا: نسأل هل ان الفقهاء هم الاقدر على البت في أمر الهلال ام ان الفلكيين هم اقدر على حسم هذا الامر كما تعالت به الاصوات ام ان فريقا من هؤلاء وهولاء؟ وهل هناك ما يمكن ان نتعلمه من المدارس الاخرى في هذا الصدد؟
ونسال اخيرا ونحن نفتخر بان فقهنا الاصولي العتيد - الذي ارسى دعائمه الانصاري ومن ورث علمه - قادر على حل اعتى المشكلات الفقهية بعقلية شرعية رياضية قل نظيرها «وكم ضحكنا من بساطة وسذاجة فقههم» نسأل اهذا ما استطاع ان يهدينا اليه؟
ولا ننسى وهو الذي اوصلنا الى معمعة اخرى منذ ايام في خصوص زكاة الفطرة بين محلل ومحرم ومجوز ومانع. وهل يستدعي هذا الاختلاف الواسع والمربك في الفتاوى مراجعة منهجية ام هو خطأ في التطبيق؟
ودعني اضيف لو ان فقهائنا حفظهم الله كان لهم بسط اليد فكيف يكون حال الناس والبلد والاجازات والاعمال في ظل هذا التضارب وهل تستقيم معه الحياة؟
اعتقد ان محاولة الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها مما هو ضروري في المقام سيساعدنا في الوصول الى فهم افضل واعتقد ان المخلصين من المشايخ وطلاب العلم هم اولى من يسأل هذه الاسئلة ويجيب عليها بروح منفتحة راغبة في الحل تؤمن ان النقد الذاتي في أي مؤسسة هو السبيل الوحيد للتطور وتجاوز الازمات وان البديل هو المزيد من تآكل هيبة المؤسسة الدينية واحترامها لدى العامة وان كل ما يصادم منطق الحياة فمصيره الاندثار.