آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

متى يتفق فقهاء الشيعة على رأي واحد؟

عشنا ليلة العيد ونهاره تجاذبات كنّا قد تناسيناها منذ سنوات، حتى جاءت هذه السنة التي اجتمعت فيها العجائب منذ بدايتها فابتلينا بلاءٍ نسأل الله تعالى أن ينجّينا منه عاجلاً.

وجاء الشهر الفضيل وقضيناه في منازلنا، وصلاة القصر كانت في بيوتنا بعد أن كانت تعج بأصوات الداعين مساجدنا وحسينياتنا.

وجاءت ليلة العيد التي تضمنت تجاذباً غريباً قد تجاوزه مجتمعنا منذ سنوات، فكانت الآراء تتسرّب بتناقضاتها بين جهةٍ وأخرى حتى أصبح من يمتلكون رأياً وفقهاً وفهماً في شكّ من أمرهم، فما بالك بمن يعيشون حياتهم تبعاً لغيرهم، لعمري إنهم يعيشون الحيرة والحسرة.

وهنا ينتابني سؤالٌ بريء هل يعجز فقهاء الشيعة أن يتباحثوا مثل هذه القضية الشائكة فيما بينهم ويصلون لرأي واحدٍ يجمعهم معاً فتتوحد بذلك آراء جميع الشيعة في كلِّ بقاع العالم؟ هل مثل هذا الحلم يبقى حبيساً في قلب كلّ متأمل؟ وهل هو أشبه بالخيال الذي لا يمكن أن يرى الحقيقة يوماً؟

مثل هذه القضية التي تلامس جميع الناس، لابد وأن يكون لها حل جذري، ففي كل عام نعيش الانقسامات على قضية ينبغي أن يتم تجاوزها.

وليست المسألة ترتبط بموضوع التعايش مع الاختلاف، فقد رأينا ليلة العيد تردد عند بعض الفضلاء للإدلاء باطمئنانهم الشخصي، وبعضهم ينأى بنفسه عن إبداء رأيه ويكون خارج الاتصال، وبعضهم يبدي رأياً غامضاً يحتاج إلى تأويل. بل رأينا ضمن التوجه الواحد هناك تباينا في الآراء.

نحن اليوم نعيش في عالم أدنى ما يمكننا أن نصفه بأننا أصبحنا ضمن قريةٍ واحدة، وقنوات التواصل الاجتماعي جعلت من البعيد قريب، وتداخلات الناس أصبحت كبيرة جداً؛ وما نعلمه يقيناً بأن الدين يمكنه أن يواكب تطورات الحياة المعاصرة والمتجددة، ويمكنه مواكبة العلم إذ نحن في زمن ثورة العلم والمعلومات، فلم لا يكن هناك سعي جاد لتجاوز قضية بسيطة مثل قضية الهلال ليعيش الناس بهدوء واطمئنان نفسي، ولا يبقى الناس حيارى في أمور دينهم.

كلّي أملٌ بأن يأتي ذلك اليوم الذي يتوحد فيه فقهاؤنا في القضايا التي تتسم بالاجتماعية وفق رأي موحد؛ وهنا تحضرني تلك الرؤية التي قدّمها المرجع الديني الكبير السيد محمد مهدي الشيرازي رحمة الله تعالى عليه والذي تصادف هذه الأيام ذكرى رحيله؛ حيث طرح نظرية شورى الفقهاء وأرى أننا في زمنٍ أحوج ما تحتاج إليه الأمة لتحقيق هذه النظرية بعيداً عن التحزبات الفئوية التي من شأنها تشتيت الصف الشيعي، وخصوصاً تلك القضايا التي تمس المجتمع الشيعي بكامله ومن جملتها قضية الهلال، فليس سليماً أن تبقى قضية على بساطتها تشتت البيت الشيعي في البيت الواحد فضلاً عن العالم الشيعي بأجمعه.

اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضور مولانا صاحب العصر والزمان، وعجل لنا ظهوره الشريف، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
أبو حسين
[ القطيف ]: 24 / 5 / 2020م - 11:59 م
أحسنت الطرح والرأي جزاك الله ألف خير هذا ما يحتاجه المجتمع الشيعي رأي واحد يوحدهم بداية من رأي المراجع والعلماء الكرام وانتهاءا بعامة الناس ولك كل الشكر.
2
أبو علي
[ القطيف ]: 25 / 5 / 2020م - 2:56 ص
الفقهاء لديهم مباني في استنباط الأحكام الشرعية إذا كان المشهور عند المراجع الرؤية بالعين المجردة و يوجد مراجع بالعين المسلحة فإذا تمت رؤية الهلال بالعين المسلحة و لم ير بالعين المجردة هل نفرض رأينا على المراجع ! هل نقول للمراجع غيروا الأحكام حتى يرضى الناس عنكم إذا ما فائدة باب الاجتهاد هل نغلقه
3
ابو عبدالله
[ القطيف ]: 25 / 5 / 2020م - 4:31 ص
ان نظرية مجلس شورى الفقهاء فكرة صائبة وخصوصا مع تطور عالم الاتصالات و ليبدأ عمله في مسألة الهلال اولا ثم بعد ذلك الى المسائل الفقهية الأخرى في مابعد و ذلك بالاستفاد من تطور الأجهزة التي ترصد و تصور الأجرام السماوية بكل وضوح و كذلك تطور علم الفلك الذي يثبت يوم بعد يوم على دقته في تحديد كثير من الظواهر الفلكية من الكسوف و الخسوف و شروق و غروب كل من الشمس والقمر بالدقائق و الثواني سؤال كبير يطرحه كل حريص و متحسراً و توّاق الى الأستفادة من هذا التطور العلمي الهائل !!!!
4
علي الأوجامي
[ القطيف ]: 27 / 5 / 2020م - 2:28 م
شورى الفقهاء !!

ماذا بعدها ؟ توريث للمرجعية ؟