صراع وأمل
تختلف النفوس البشرية المؤمنة بقضاء الله عز وجل من شخص لآخر نجد من تكون نفسه مطمئنة عند أصعب الظروف وأقسى المواقف وأشد الابتلاءات وأعظم الكوارث الكونية يتلذذ لسانه بذكر الله صابراً محتسباً لهذه المتغيرات يستغل وقته بالعبادة الروحية والجسدية وإعطائها جرعات من القوة والصبر والإيمان يقوم بواجباته الأسرية والمنزلية والشخصية دون كلل أو ملل، يقسم واجباته حسب أولوية العمل هؤلاء من البشر لديهم الأمل كلوحة مشرقة يرسمون جمال ما لديهم بصبرهم الجميل وإيمانهم القلبي وقناعاتهم الفكرية.
يمارسون حياتهم بكل أريحية رغم مرارة العقبات والصعوبات التي يمرون بها، يضعون اليسر والفرج مرسماً لتشرق حياتهم ويتخطون الصعاب، دائماً متفائلين ومبتسمين ومفوضين أمرهم لله وألسنتهم تلهج بذكر الله كما جاء في الآيات الشريفة:
1 - ﴿اَلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اَللَّه ۗ أَلَا بِذِكْرِ اَللَّه تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ﴾.
2 - ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
وهذه الفترة الزمنية المصاحبة لجائحة كورونا تعد من أصعب الأزمنة وأشد الابتلاءات ومدى خطورتها على العالم بأسره إلا أننا عندما نعاشر ونتحدث مع هؤلاء المتفائلين والصابرين والمحتسبين عندها ندرك معنى العزيمة والإصرار والتحدي والصبر وقوة إيمانهم وما هذا الصراع النفسي إلا نتاج عن ضعف إيماني وقلة العزيمة وانحراف التغذية الروحية.
ولذا لكل أزمة جانباً من الدروس التربوية والأخلاقية والإيمانية نستخلصها منها لتعكس مدى ما استفدناه وتأثيره وانعكاسه على المحيط الأسري والمجتمعي.
فالأقوياء والمتفائلون والصابرون نجد درجات الأمل والصبر والحكمة والتعاطي مع الحدث عنوانا عند وسادتهم يقودهم نحو حياة مشرقة مليئة بالطمأنينة والسعادة ولا يجرفهم الصراع من هنا وهناك ولو كان عند أعلى مستوياته النفسية.
نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء إنه سميع بصير.