عيد «التباعد»
عيد «التباعد»
سَكَبتُ على مدى الأيَّامِ صَبري
وأَوْكَلْتُ الرَّحيمَ عسيرَ أمري
فلا الكَمَّامُ ينجيِ من وَبَاءٍ
ولا القُفَّازُ يَحرُسُ بَابَ عمري
ولا غَسلٌ، يزيحُ الخوفَ عنّي
ولا التعقيمُ يُبريءُ شرخَ كَسْرِي
َركِبتُ سفينةَ الضُّعفاءِ لمَّا
طغَى موجُ الوَبَاءِ يثيرُ ذُعرِي
وطوفانٌ من الأرقامِ أَرْسَى
على شَطِّ الأَذَى قَلَقاً لِفِكْرِي
أُراقِبُهَا فَيَصعَدُ في كيَاني
وجومٌ كُلَّما تزدادُ إثْرِي
وقافلةٌ من الفيروسِ هَبَّتْ ..
تقاتلُ في المَدَى كجيوشِ كُفرِ
نَفَتْ وَهَجَ الحياةِ إذا دَهَانَا ..
قتالُ ( الحجرِ) من مِصْرٍ لِمِصْرِ
وكمٍّ يَا إلهي من مُصابٍ
إليك يَفُرُّ في يُسْرٍ وعُسْرِ
يئنُّ إليك مَحموماً مريضاً
وتَهرَعُ نحوك الآمالُ تجري
فتَمسحُ كلَّ أوجاعِ البَرايا
بلُطفٍ منك والألطافُ تَسْرِي ...
وبَاغَتَنَا ( التَّبَاعُدُ) في (عَزَاءٍ)..
وفي (فَرَحٍ) يلوحُ بِغير بِشْرِ
إذا الأحبابُ لاَحُوا في فَضَاءٍ
يُجَمِّعُنا وبَانوا مثلَ بدرِ
تلاحقُ (طيفَهم) روحي اشتعالاً
ويلتهبُ الحنينُ بعمقِ صَدرِي ..
ويَضْطَرِمُ احتضانٌ في فؤادي ..
وتقبيلٌ يغيبُ بِشَوْقِ ثَغْرِي.
تَصَافُحُنا (افتراضيٌّ)، ولكن..
على بعدٍ نزورُ، بطيبِ ذكْرِ..
سيتلو العيدُ شوقاً بعد شوقٍ ..
بلا قُربٍ، ولا صِلَةٍ وبِــرِّ