ومضات رائية 4
تصدير: هي سلسلة من ومضات لا تتقيد بتجنيس الومضة ومحدداتها المتداولة في التنظير النقدي، بل تنطلق من إمكاناتها اللغوية، لتشمل محمولات الحرف في تنوعاتها المختلفة.
«4»
إنَّ مشكلة المدارس الأدبية والتيارات النقدية ومذاهبها تكمن في أن كل واحدة منها تجهد في النيل من متبنيات سابقتها وتبالغ في نقدها، ثم تدعو الأدباء والشعراء وتوجههم إلى تفعيل مرئياتها الجديدة، وبمرور الوقت تنشأ نمطية أخرى تصبغ النتاج الأدبي كلَّه بصبغتها، فتزول أو تضمر الفوارق بين أديب وأديب وبين شاعر وشاعر، فلا يظفر المتذوق بنكهة خاصة تجسد شخصية صاحبه وتفرزه عمن سواه..
ذلك ما أشار إليه محمول الومضة الثالثة في نصها الشعري ذي الملمح النقدي مذكراً برؤية «دارة النقد» التي ظلت تطلب من الشعراء أن يختصروا الشعر بالصورة في نتاجاتهم، ف «مجاز اللفظ» وهو - «هيولى الصورة» وفق التعبير الفلسفي - الذي استهلك كمادة تشكيل لها؛ مما أدى إلى الغلو في استثمارها حتى استحال النتاج سيلاً من الغرائبيات التي ارتكبت في نكوصها الإبداعي خطأ الوقوع في وحل «التعقيد المعنوي» غير المنتج في غموضه البعيد كل البعد عن اللغة الإبداعية الموحية.
إن الشاعر الواعي هو من يتقن الإصغاء لصوته الداخلي، ولا يبالي بعد ذلك في أي كأس أراق خمرة الروح.