مؤسسات ولجان المجتمع وجائحة كورونا
كثيرة هي المبادرات التي تمت في مختلف مدن ومحافظات القطيف، بل وفي مدن ومحافظات المملكة، مشاركة في النشاط الحكومي المتميز واقتداء به ودعما له، لمواجهة جائحة كورونا، وهي مبادرات في الوقت التي تعتبر واجباً يؤديه المواطن، فهي تمثل استشعاراً لحس المسؤولية، تجاه الوضع الحالي، ولعل مبادرات جمعية سيهات المتميزة، تمثل نموذجا متميزا لتلك المبادرات التي تمت في محافظة القطيف، في محاولة لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد 19» وتبعاته المختلفة التي أصابت الجميع، وان كان الإعلام قد نقل قسما منها، إلا انه ولا شك لم يستطع تغطية كل تلك البرامج، خاصة ونحن نعلم أن تميز الجمعية ليس غريبا، فهي إحدى الجمعيات الرائدة على مستوى الوطن ولا ننسى أنها أول جمعية تأسست في المملكة العربية السعودية، لذا رأينا في مبادراتها تنوعا وتميزا، وقد انطوت تحت لجنة مستحدثة سُميت لجنة الطوارئ.
يشير الناشط الاجتماعي وعضو اللجنة الأستاذ نعيم مكحل «كانت بداية كتابة المقال قبل وفاة المرحوم نعيم» إلى أنها ثلاثة عشر مبادرة، اشتملت على مبادرات إعلامية مباشرة حول مرض كورونا، وبرامج أخرى لدعم ومساعدة المتضررين، وقد أشار رئيس الجمعية الأستاذ شوقي المطرود، إلى أن عدد من ساعدتهم الجمعية أكثر من ألف متضرر ولا زالت الطلبات مستمرة، الدكتور حسين عمار العضو الفاعل بلجنة الطوارئ وعضو مجلس الإدارة، والمسئول عن الملفات الطبية بالجمعية، أشار إلى تنوع المبادرات التي تقدمها الجمعية والتي منها الهاتف الصحي الإرشادي ويديره نخبة من الأطباء، وان هذه المبادرة تهدف إلى تخفيف العبء على مستشفيات وزارة الصحة، وأضاف أن لدى الجمعية مبادرات أخرى مختلفة سترى النور تباعا.
ديدن إدارات الجمعية وكوادرها، التصدي إلى ما يصيب البلاد من أزمات يتضح في أكثر من مناسبة، حيث يشير الأستاذ محمد جعفر المسكين إلى أن لجنة العلاقات بالجمعية التي تم تفعيلها في عام 1990 من أجل دعم موارد الجمعية، هبت لتشكيل لجان للتصدي لأي أضرار تصيب المدينة إبان غزو صدام للكويت، وما تبعه من تهديد بدخول البلاد، فتم تشكيل لجنة لكل حي، تحسبا لأي طارئ، وغطت اللجان مختلف أحياء المدينة.
تماما كما حصل إبان التهديدات الداعشية عندما تطوع المئات وربما الآلاف لحماية المصلين، ودفع بعضهم روحه في سبيل ذلك، وألان نرى أيضا الكثير من المبادرات الإعلامية المختلفة عبر المركز الإعلامي لنادي الخليج فيما يخص التعامل مع جائحة كورونا، وعبر غيره من المراكز الاجتماعية المحلية في سيهات تحديدا، مشاركة ودعما لكل الجهود المبذولة في هذا الإطار.
هذه النماذج من البرامج والانشطة، موجودة قي سيهات وفي كل مدن المحافظة بل والمملكة بشكل عام والحمد لله، مما يوضح وجود الروح الحية بين المواطنين، التي تهب للمساهمة ولخدمة مجتمعها، ولا يسع المجال لسردها، كما أن الدولة مهما امتلكت من إمكانيات، فلا يعني ترك العبء على كاهلها بمفردها، فالكل معني بالمشاركة والدعم، من أجل مصلحة الجميع، عبر إتباع التوجيهات الصحية المختلفة، حمى الله البلاد من كل مكروه عاجلا غير آجل.