آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:00 م

خالد الصفيان.. شكرا يليق بك..!

الدكتور محمد المسعود

باطن الماء يظهره ظاهره، وكل فعل يخبرنا عن فاعله، وكل قول هو دال مدل على قائله، ما نختاره يخبر عن عقولنا وميولنا المكنونة ورغباتنا المختبئة، ما من باطن إلا وله ظاهر يدل عليه، الفسق سيظهر وإن أستتر به صاحبه، والطهر سيتجلى وإن اخفاه حامله، بهذا مضت مشيئة الله، وبهذا أتم كلماته وبها نزل وحيه وقرآنه.

هذا الوباء البغيض منع قيام «حفل محافظة القطيف الوفاء والشكر» الحفل الوداعي لسعادة المحافظ الأستاذ «خالد بن عبد العزيز الصفيان» والذي قضى من عمره - سبعا - طاهر الولاية، نقي النفس من ضغينة، غمير الحب لأهلها، عظيم الستر والرحمة على ذنوبها، سبعا قضاها مكتملة تامة وهو يربأ أن يمس ثوبه ما لا يرضا هـ طهره ونقاؤه وعفة نفسه، فالتاريخ لم يغير فعله الوحيد - قراءة الواقع - والحكم على أهله.

وإذ تلقي يا سيدي الآن بعصاك ويستقر بمهامك الجليلة المقام - وجب أن نسجل لتاريخك أنك كنت مثالا رفيعا للمسؤولية النزيهة، وكنت بالإخلاص الذي أرتضيته لنفسك، وهذا ما جعلك في نظر من أقترب منك من أكثر الرجال ثباتا في زمن لا يقين ولا ثبات فيه لأحد إلا من رحم.

الذي لا يحيط بعلمه كثير من الناس عنك - عمقك المعرفي - وثقافتك الموسوعية التي تجعل لك على النفوس تأثيرا لا يمكن مقاومة سطوته على العقل والمشاعر.

تقبل الآن وقد حرمنا من شرف تكريمك بشكر يرتفع إليك ويليق بك، هذا الشكر المحرر بالثناء عليك من القطيف أهلك المخلصين لك حبا وتقديرا وعرفانا..

وإن شاء فضلك أن تغفر القصور للظرف القاهر، وتتقبل هذا الشكر والثناء الصادق عليك وإني أعلم فيما أعلمه عنك أن الثناء عليك يخدش حياء أذنك. ولا يزيد في شرفك الرفيع شرفا، ولا يعلي من أدبك العالي درجة.

إلا أنه فريضة المحسن إليه تجاه المحسن، - فشكر المخلوق المحسن هو شكر للخالق - وأن يقول الناس للمحسن أحسنت من فروض الكفاية، والقيام بالشهادة المفضية إلى بقاء الإحسان في الناس وخلود العاملين به والمنتسبين إليه. أجزل الله أجرك ومثوبتك عن القطيف وأهلها يا خير خلف لخير سلف، وعمر الله قلبك بسعدك طيلة عمرك في خير وإلى خير.