آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

سافِرنَ؛ ولكن مع أزواجكن..

موسى الخضراوي

جُلّ الزوجات اللواتي تعوّدن أن يسافرن دون أزواجهن للسياحة والترفيه - وبدون عذر أو ضرورة أو عمل - ما بلغنَ في علاقاتهن الزوجية الإنسانية منتهى الحب، وما كان الزوج هو محور الكون حقيقة واعتبارًا في حياتهن في أغلب الأحوال في نظري البسيط. قد يكون الزوج مهما ولكنه ليس الأهم بأية حال، والأمر بكلياته وجزئياته ينطبق على عالم الرجال.

هؤلاء النسوة المسافرات يسايرن الحياة قدر ما يستطعن ببعض الحكمة وببعض التسلط، واجتماع النقيضين هنا وارد بكثرة، وكذلك الحال في الرجال وإن كان بشكل أخف قليلا.

وأغلب الظن أن أزواج هؤلاء النسوة من البساطة بمكان، أو أن أزواجهن يرغبون في بعض الراحة بعيدا عنهن ليشتروا سعادتهم وعقولهم ويبتعدوا عن إلحاحهن الذي لا ينتهي، والعكس صحيح أيضا عند الرجال.

أحيانا يكون سفرُ أحد الزوجين بمثابة رحلة استجمام للطرف الآخر وخاصة إن كان مؤذيًا، وإلا فالحب الحقيقي بين الزوجين يجعلهما روحًا واحدة في الحل والترحال وبالتالي يكونان يدا بيد.

عادة لا يستطيع أي من الطرفين السفر دون الآخر «إلا لعذر أو ضرورة أو عمل» لأنّ الآخر هو الهواء الذي يتنفس والماء الذي يشرب؛ والعيش بدونهما أشبه بالموت وإن كان ظاهره السعادة.

إذا لم ينبض القلب تلقائيا للحبيب فإن تسوّل الحب لن يجعله يتدفق أبدا. الحب نبض محض وإن كان للعقل يد فيه ولكنها محدودة غالبا.

حين يعيش الأزواج الحب بمعانيه وأبعاده فإن النبض يتدفق تلقائيًا وبلا عدد، والسعادة والابتسامة لا تبرحان المحيا مطلقا.

قد تتطابق معي في الرأي، وقد تتوافق، وقد تختلف تماما، وهذا أمر طبيعي محض.

اجتهدت أن يكون رأيي موضوعيًا مستمدًا من تجارب الآخرين في كلياته وجزئياته، وتعمقت في قراءة القلوب المعنية بعض الشيء لأصل لما وصلت. قد تصل - قارئي الكريم - لخلاف ما وصلتُ إليه من خلال مجتمع آخر.

إن اختلاف الثقافة في المجتمعات أمر طبيعي منذ الأزل، بل امتد ذلك فأصبح حتى داخل البيت الواحد.

وعليه؛ آمل منك أن تتفهم وجهة النظر وتحملها على الحسن، وإن رأيتها خلاف واقعك أو بعضه.