آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

”نعيم“ في الدنيا والآخرة

حسن المرهون

ابتسامته تسبق محياه.. يبادرك بالتحايا... وتقاسيم من خجل على وجهه يصعب إخفائها... وحين تقترب وقبل أن يضع يده في يدك يحيطك برداء خفي من الإحترام.

يلبسك إياه... كي ترتديه ما شئت.... وبعد كل لقاء تحظى برداء.

لله دره... كيف يصنع في دقائق... رداءً قويا ومؤثرا لا يبلى مع مرور الزمن.

في الساعات الأولى من ليلة الخميس «29 شعبان 1441 من الهجرة» فُجعنا بالناعية على حين غره..... وكنا في ساعتها نبارك للأحباب قدوم شهر رمضان من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

نتهيأ وندعو الله ونأمل أن يوفقنا ومن نحب بشيء من النعيم.

فخالط الحزن الفرح.... وغمر الألم كل مساحات البهجة والأمل...

وكأنما شيء ما... توقف... أو تحرك... كأنه توقف كي يوقف فرحة... وكأنه تحرك كي ينتزع رداء من ذكريات.

لقد رحل ”نعيم“ قبل رمضان بساعات معدودات.. ”نعيم“... هلا انتظرت قليلا كي تتزود كعادتك من شهر الخير والرحمة!!

كأنه التفت... يريد أن يقول شيئا.... لكنه تبسم قليلا.... وواصل الرحيل.

الآن فهمت... ”نعيم“ ليس مثلنا... لا حاجة لـ ”نعيم“ أن يتهيأ لمزيد من النعيم... ما عنده يكفي.... والميزان يشهد.

بميزان الدنيا... نحن من خسرنا ”نعيم“ بفقده.. وبميزان الآخرة ”نعيم“ من فاز بالنعيم بموته.

وبين ميزان الدنيا والآخرة.... يحق لنا أن نحتفظ بكل رداء من:

«حب... واحترام... وعمل خيري... وأخلاق... وعمل تطوعي... ومساعدة... ومساندة... و...» نسجه ”نعيم“... وألقاه علينا.

رحمك الله يا ”حاج نعيم بن عبد الله المكحل“ رحمة الأبرار وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.