خطط السعودية ناجحة لتجاوز كورونا
أن كل حكومة تسعى لإسعاد مواطنيها لكي يعيشون حياة كريمة والذي لا يكون إلا بوجود الأمن بالإضافة إلى الصحة والتعليم. كل هذه الأمور الثلاثة مكفولة لكل مواطن في كثير من البلدان. كذلك، فإن هذه الأمور مكملة لبعضها، وهي التي ترفع من شأن البلد وتحميه من تقلبات الأوضاع المختلفة. فالأمن هو القاعدة الأساس والتعليم والصحة هما البناء، ولا يختلف الأمر بالنسبة للتعليم فقد نقول عنه بأنه الأساس لأنه هو الذي يشعل الاذهان ويثريها بالعلوم التي تبتكر وتخطط للأمن والصحة. وقس على ذلك في الصحة أيضا. شاهد الكلام هو أن الأمن والصحة والتعليم هي أسس لأي بلد، وباقي الخدمات تأتي بعد هذه الثلاث. فمثلا، الاقتصاد لا يستقر الا بوجود الخدمات الثلاث وغيرها من الخدمات المقدمة للمواطن كذلك.
في أزمة كورونا كفيد 19 البلدان التي كانت تعطي الأمن والتعليم والصحة الاهتمام الأكبر، ستواجه هذا الوباء بكل احترافية وقدرة حتى وأن طال الزمن وسوف تقل فيها الخسائر في الأرواح، فوجود بشر متعلمة تعي ما فائدة الصحة وكيفية التعامل مع الأوبئة التي تتفشى، وتعي كذلك كيفية التغيير من طبيعة حياتها لكي تقلل من استمراره لمدة طويلة كما أنهم يرسمون الخطط المتتالية لتجاوز الضرر. لا يتم هذا طبعا إلا بعقول واعية متعلمة، ووجود الأمن الذي يساعد في حفظ تلك العقول والخطط المرسومة.
المتتبع لأخبار المملكة العربية السعودية حول الفيروس المتفشي «كورونا كفيد 19» يجد الخطط المدروسة بعقلية واعية، لم تنتج إلا بطريقة علمية صرفة، بالإضافة إلى الصرامة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تفيد المواطن أولا وأخيرا، كل ذلك صار بتعاون الجهتين الرسميتين وزارتي الصحة والداخلية، اللتين قامتا بمجهود كبيرة حيال هذا الوباء.
لم تقم السعودية بتضييق الخناق على جميع مدن ومحافظات المملكة في وقت واحد وإنما تدرجت في اتخاذ أي الإجراء اللازم، حيث ابتدأت في أول إعلان لظهور حالة مرضية بحجر محافظة القطيف، التي تضم تلك الحالة ومن ثم تلت تلك المحافظة مدن أخرى، فمنع التجول لم يكن يشمل الوقت كله كما أنه لم يشمل جميع المحافظات في بداية الامر، إنما كان بدراسة كل منطقة على حدة لاختلاف ووجود حاضنين الفيروس. في المقابل هناك وعي كبير عند جموع المواطنين ورضا بما تقوم به الحكومة، من إجراءات نتيجة بث الرسائل التوعوية ووجود شخصيات متعلمة تحذر من هذا الوباء المنتشر عالميا. صحيح انه قد خرجت علينا بعض الأصوات النشاز التي تريد أن تصطاد في الماء العكر والتي تريد إعادة الطائفية والمناطقية لكن وعي الناس كان أكبر، حيث لم تتفاعل مع هذه الصراخات، وقد تفاعل جميع أبناء الوطن في «التاق» القطيف في قلوبنا بداية الأمر، وعندما انتشر في أنحاء المملكة الكل تعاطف مع عموم الوطن.
في ظل هذه الأوضاع لا يحمي المواطنين إلا أجهزة الدولة المتمثلة في وزارتي الصحة والداخلية ووعي الناس وتعليمهم الذي مكنهم من فهم هذه الازمة، فبفضل الأمن والصحة والتعليم تتجاوز البلدان التي تعطي هذه الخدمات أهمية كبيرة محنها ومشاكلها بمختلف أنواعها.