آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

ذكريات الأخوة الصادقة

يوسف العلي

يشعر المرءُ بالفخر كثيراً مصبوغا بالمرارة عندما يتذكر أعزاء عليه رحلوا إلى الدار الآخرة، هذا الذكر الجميل هو بمثابة الدعاءِ لهم بالمغفرة والرحمة.

قبل سبع سنواتٍ رحل عنا عبدالله عبدالعزيز النعيم وقبل سنتين رحل عنا علي ياسين الحواج تغمدهما الله بواسع رحمته.

ما إن نتذكر أحدهما إلا نتذكر علاقةً حميمةً جمعتنا بهما، إنهما صديقان مخلصان ودودان وزميلا عملٍ لعقود، فقلما نتذكر أحدَهما إلا ونتذكر الآخر بسبب تشابههما في كثير من الصفات، فهما صديقان لا يفترقان داخل العمل وخارجه، صديقان منذ طفولتهما حتى رحيلهما رغم أنهما أتيا من بيئتين مختلفتين حيث أتى عبدالله من القصيم وعلي من الأحساء.

لقد ضرب هذان العزيزان مثالاً رائعاَ يُحتذى به في الترفع عن التفاهات العنصرية والطائفية، فكل من عمل معهما يجدُ متعةً في العملِ رغم التحديات والصعاب العلمية والعملية وذلك بسبب دعمهما وتشجيعهما المتواصل وذلك القلب الصافي والمودة المخلصة.

نذكرهما كرمزين للتواضع ومساعدة الآخرين حتى خارج نطاق العمل، الابتسامة لا تكاد تفارق محياهما، وكثيرا مالجأ إليهما الزملاء طلباً للنصح.

إن شغفهما بعلوم الأرض «الجيولوجيا» مع ما يمتلكان من مهاراتٍ إداريةٍ كانت من أهم العوامل التي جعلت النجاح طريقهما في عالم التنقيب عن الهيدروكربونات.

نذكرهما وهما يجيدان الدعابة والمرح كعلاجٍ وتخفيفٍ للتوتر والضغط النفسي على فريق العمل وعلينا كأصدقاء لهما وذلك ما أسهم في إضفاءِ البهجة والسرور وخفف من الانفعالات السلبية في بيئة العمل وخارجها.

مع ألمنا لفراقهما نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والرضوان.

إن كل من عمل مع عبدالله وعلي اكتسب منهما دروساً في كيفية التعامل بأحسن الأخلاق وأعذب الحديث واللطف واللباقةِ. فجميع العاملين معهما لم يشعروا بالفروق البيئية والاجتماعية سواء كانوا مواطنين او أجانب.

ما أحوج أن نقتدي بعبدالله النعيم وعلي الحواج الأخوين من القصيم والأحساء الذين جمعتهما الصحبة والمحبة وترفعا على الجغرافيا والتاريخ.