جائحة كورونا والتكافل الاجتماعي
التكافل الاجتماعي هو إلتزام أفراد المجتمع وتضامنهم لإعانة المحتاجين ومساعدة الفئه المحتاجة في توفير ابسط احتياجاتهم المعيشية، نعيش هذه الفترة التي يمر بها العالم وماذا فعل وباء كورونا في أرجاء المعمورة، وبلدنا الحبيب ليس استثناء من إنتشار هذا الوباء الفتاك.
لقد غير منهج حياتنا وجعل الكل متوجس من الإصابة بهذا المرض. عندما وصل إنتشار العدوى إلى مملكتنا الحبيبة، اتخذت الدولة متمثلة بوزارة الصحة، وباقي أجهزة وإدارات الدولة المعنية بمواجهة الأزمة وإدارتها بإتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فلقد وظفت كل الطاقات في محاصرة هذا الوباء، واتخذت قرارات إحترازيه لم يتعود عليها الناس أدت إلى تحديد بؤرة الإنتشار، ومحاصرة مصادر الخطر. وزارة الصحة تسير في الطريق الصحيح نحو محاصرة الفيروس واحتوائه.
من خلال المسح النشط وهذا الإجراء يعتبر من أفضل الإجراءات التي تتم أثناء مراحل تطور تفشي الوباء، حيث يعمد المختصون إلى النزول للميدان لاكتشاف الحالات المصابة من خلال المسوحات وبالرغم من ذلك لا زال الخطر قائم لحين التأكد تمامًا من وقف الانتشار والوصول إلى مرحلة الإنحسار والسيطرة التامة عليه.
ومن الغريب في الأمر ظهور تقرير يجافي الحقيقة عن الدول الأربعين المصنفة من ناحية التعامل مع جائحة كورونا بالرغم من النجاح الملحوظ في تعامل الدولة مع هذه الجائحه ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من الدولة، لم يتم إدراج السعودية ضمن هذا التصنيف.
من الملاحظ أن الدول عظمى فشلت منظوماتها الصحية في محاصرة هذا الوباء بتجاهلها التحذيرات، فشهدنا ما أصابها من مآسي بفقدانها الكثير من الضحايا لقد توقفت جميع النشاطات في المملكة، وفقد الكثير مصدر رزقهم، وبخاصة الأشخاص العاملين في النقل المدرسي وأولئك غير المرتبطين بوظيفة محددة كالقطاع الحكومي أو القطاع الخاص والتي يتقاضون عليها دخل ثابت، لقد عان الكثير من هؤلاء الفئه من المجتمع وفِي سبيل مساعدتهم والتخفيف عن معاناتهم كانت هناك مبادرة من الجمعيه الخيرية متضامنة مع جمعية العطاء النسائية «لنكن معهم» والتي تستهدف المتسببين ذوي الدخل المحدود وأهل الحاجه الماسة برئاسة المهندس منير القطري كما شاهدنا أيضا المقابلة في قناة الإخبارية مع المشرف القائم على هذا البرنامج الأستاذ عصام الشماسي وقد علمنا من خلالها عن نجاح المبادرة في جمع مبلغ تجاوز المليونين ريال من تبرعات المحسنين وفاعلي الخير.
نشكر جمعية القطيف والقائمين عليها لمبادرتهم الخيرة. في ظل هذه الأزمة تقوم جميع المؤسسات الخيرية في محافظة القطيف بعمل جبار ففي ذروة أزمة كورونا وتداعياتها، ظهرت جوانب إيجابية على صعيد التكافل الاجتماعي بين الناس؛ فانطلقت الكثير من المبادرات الخيرية التي تجسد روح التعاون والتعاضد والمسؤولية الاجتماعية في التكافل مما يساهم في في تعزيز العلاقات الاجتماعية والصلات الأخوية والأسرية، ماأحوجنا ونحن في هذا الشهر الكريم الى مضاعفة جهودنا وأن نتضامن مع الفقراء والمحتاجين وتلمس معاناتهم وعوزهم.
نتمنى ان تزول هذه الغمة ويشفي جميع المرضى ويحفظ بلدنا من كل مكروه.