شهر رمضان وكورونا
شهر رمضان يعد من أفضل الشهور عن الله سبحانه وتعالى وهو شهر الصيام والقرآن وليلة القدر واستجابة الدعاء وفضله وثوابه كبير وكثير عنده الله.
يا رب ونحن على مشارف قدوم هذا الشهر الكريم شهر رمضان ربنا ارزقنا خير بلوغه، اللهم أفرح قلوبنا بقدومه، وأنر دروبنا وهب لنا سعادة تُذهب أحزاننا وهمومنا.
وتزيل هذه الغمة عن هذه الأمة بأسرع وقت، وتزيل عنا هذا الوباء والكابوس الذي أرعب العالم بأسره، وشل الحركة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية، وأبعدنا عن أحبائنا نتوجه إليك يا الله بقرب هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم، بالقضاء وزوال هذا الوباء كارونا «COVID. 19».
وقد شهدنا جميعا خلال بداية هذا الوباء وحتى يومنا هذا، من الأحداث الأليمة والمخيفة التي عشناها وعشنا أحداثها وتفاصيلها والحالات المتزايدة كل يوم من جميع بلدان العالم، وعرفنا وتعلمنا من هذه الأزمة الشيء الكثير.
_عرفنا التعاون والتكاتف واللحمة الوطنية بين الدولة والمواطن وأهميته في هذا الوطن المعطاء.
_تعلمنا روح الأخوة والإحساس بين الأخ وأخيه والصديق وصديقه والجار وجاره، وبين الغني ووقوفه مع الفقير وقت الشدة والأخذ بيده.
_عرفنا كيفية التضحية والسهر والتعب لأجل الآخرين وراحتهم،
من قبل الأجهزة الأمنية والكوادر الطبية، وعملهم الدؤوب ليل نهار وكأنهم خلية نحل، ولهم قبلة على الجبين.
_عرفنا أننا في هذا البلد يد واحدة وكلنا مسؤول نخاف على بعضنا البعض لا ننظر لاختلاف مذاهبنا، كلنا سواسية نعيش في بلد واحد
_عرفنا أن نستمع لكلام المسؤولين في دولتنا ونتحمل المسؤولية والاستجابة للتعليمات الصادرة لنا من الأجهزة الأمنية ووزارة الصحة وذلك لمصلحتنا ومصلحة الجميع.
ونتيجة هذا التعاون سيطرت مملكتنا الحبيبة على الوباء واتخذت بسرعة جميع الإجراءات الاحترازية حيال ذلك.
_وعرفنا الوقفة الصادقة والجبارة التي وقفتها مملكتنا الغالية، متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين حفظهما الله وكل الأجهزة الأمنية والحكومية، ووزارة الصحة، على ما قدموه ويقدمونه لأجل المواطن السعودي والمقيمين في هذا البلد.
جميع البلدان وخصوصا الأجنبية يحسدوننا على وقفة المملكة العربية السعودية مع مواطنيها حتى المقيمين الأجانب ومعاملتهم بالمثل، وهمها الوحيد هو المواطن والمقيم اولا ثم اقتصادها.
عكس البلدان الأخرى وما رأيناه من كيفية التعامل حيث جاء سلبيا وأولت الأهمية لاقتصادها ثم مواطنيها فالمملكة وقفت وقفة لن تنسى أبدا سوف تُسجل لها وتذكر على مر السنوات المقبلة، وسوف يتفاخر كل سعودي بذلك وهو رافع الرأس.
حيث وقفت مع المواطن ووفرت له العناية وقدمت كل شيء.
قدمت المساعدة للقادمين من السفر وأسكنتهم في أفضل وأفخم الفنادق لمدة 14 يوما تحت الحجر والكشف عنهم والاطمئنان على صحتهم، لحين الانتهاء من المدة وهم في سكن وعناية ورعاية فائقتين.
وبالنسبة للمصابين وفرت الدولة ووزارة الصحة العناية لهم على أعلى مستوى من الاهتمام 24 ساعة.
حتى تماثلوا للشفاء الكامل وخرجوا من المستشفى بعد تجربة نادرة في حياتهم، مشافين متعافين حامدين الله وشاكرين الدولة التي وفرت لهم الرعاية الصحية الكاملة وكان في خدمتهم جميع الكوادر الطبية من أطباء وأخصائيين وممرضيين ورأينا التضحية من الكوادر الطبية الذين يعملون بدون تعب أو كلل وينامون ساعات قليلة جدا يفترشون الأرض في المستشفيات وعلى المكاتب والطاولات لخدمة هؤلاء المرضى والمصابين.
ومن جهة أخرى أطلقت وزارة الخارجية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للمواطنين السعوديين المتواجدين في الخارج للعودة للوطن والتكفل بمصاريف عودتهم والترتيب لذلك بالقدوم للمملكة واستقبالهم بالمطار وحجز أفضل الفنادق لهم والكشف عليهم والاطمئنان على صحتهم وخلوهم من المرض قبل الذهاب لمنازلهم.
دعم الدولة للقطاع الخاص المتضرر من الأزمة بنسبة 60 ٪.
لكي لايتضرر المواطن وقرار خادم الحرمين الشريفين أيضا بإعفاء عدد من المواطنين المقترضين من بنك التنمية الاجتماعية من سداد القروض القائمة عليهم، وشمل القرار عملاء البنك الأشد حاجة من مستفيدي الضمان الاجتماعي وذوي الإعاقة وكبار السن.
الله يحفظ ملكنا وولي عهده الأمين ويحفظ مملكتنا الغالية من كل سوء ومكروه.
والحمد والشكر على هذه النعمة والأمن والأمان في هذا البلد المعطاء.
وإن شاء الله في القريب العاجل سوف يزول هذا المرض بوعي وتقافة وتكاتف وتعاون الجميع وكلنا يد واحدة وكلنا مسؤول في هذا البلد.
ونتمنى أن نستقبل رمضان خاليا من هذا المرض ليكون أجمل بلقاء الأحبة والأصحاب «بدون كورونا».