بوصلة الرّشد والأمان
في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، انتثرت الحكمة في أجلى معالمها وتدفّقت الأبوّة في كلّ معاني الخطاب الحكيم، في وقت يعيش العالم مرحلة صعبة؛ بسبب الوباء العالمي لفيروس كورونا المستجد.
في واقعية حكيمة ترتكز على الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وتعمل بالأسباب ضمن أوضح سبل الوقاية والسلامة والأمان، تتصّدر مطلع الكلمة الآيتان الكريمتان من سورة الشّرح: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».
إنّ طاقةً هائلة من الاستقرار النفسي تحمله مضامين هذا النصّ القرآني الكريم، وهو ذات المؤدّى الذي يشير إليه الحديث النبويّ الشريف، عبر أكثر من سند روائي: ˮلو جاء العسر حتى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يخرجه‟، وفي نصّ حديث آخر:“لن يَغلبَ عُسرٌ يُسْرَين، لن يَغلبَ عُسرٌ يُسْرَين، فإن مع العسرِ يُسرا، إن مع العسرِ يُسرا”.
في قراءة هذا التوازن الحكيم؛ بوضع الشيء في موضعه، تتجلى مقاصد ومعانٍ كثيرة في كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله؛ فلا تهويل ولا تهوين، وإنّما ثمّة بوصلة للرشد تتبعها قيادتنا الحكيمة وعلى مدار اللحظة الواحدة، في سبيل وقاية تستقصي أبعد مَدَيَات وغايات الأمان والسلامة للجميع.
بهذا العمق، يتوجه خادم الحرمين الشريفين أباً مؤمناً وقائداً متمرساً، في خطاب يستثير الوعي وييين إستراتيجيات بلادنا المملكة في اتخاذها كل الاحترازات والتدابير لمواجهة هذه الجائحة العالمية.
وبأسلوب محفّز، تشدّ كلمات القيادة الرشيدة من العزائم، وتعزّز صور التلاحم التام والتكاتف الكبير في تنفيذ الخطط الصحيّة والوقائية التي تتطلب شحذاً مستمراً وإخلاصاً من الجميع في التعاون مع جميع الجهات المعنية التي تسهر ولا تنام؛ من أجل سلامة الوطن وأبنائه.
في كلّ مباني الكلمة الرشيدة، مشهد واسع وآفاق رحيبة بما يؤكد على تحقق معاني الأمن والأمان؛ فالأمن الغذائي، والأمن الاقتصادي، والاستقرار النفسي، تواكبه استعدادات الأمن الوطني الذي تترافد اهتماماته ومساعيه مع الجميع.
الجميع يقرأ في كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه حبّ الأب لأبنائه، وشكر القائد لسواعده وأبنائه في وزارة الصحة وجميع الجهات المعنيّة، في لغة تجمع بين واقعية التشخيص وحكمة إدارة الأزمات والمخاطر.
كانت العيون والنفوس واللحظات مبتهجة، حين كان الأبُ يقول في نداء أبنائه: أبنائي وبناتي.. الجميع احتضن كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ أباً وقائداً، يعينه ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما.
وفي تعبير الشاعر الصحيّح:“وَطَنٌ بهِ روحُ السماءِ تَبَرَّعَتْ للأرضِ.. فَهْوَ سكينةٌ وأمانُ.. هيهاتَ يُنْزَعُ من يقينِ جذورِهِ.. وَطَنٌ يَشُدُّ كيانَهُ «سلمانُ» ”، عناق الجميع وبهجته لكلمات وتوجيهات الأب والقائد.
حفظ الله وطننا الغالي المملكة وأبناءها، وأدام على الجميع نعمة الأمن والأمان.