آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

لابد أن يموت احد ب ”كورونا“ حتى نستيقظ من عبثنا..!!

حسن محمد آل ناصر *

لا يمكنني ان اتصور بين رحيل عزيز امامي وبين الكذبة التي يتصورها بعض المغفلين بأن هذا المرض ”كورونا“ شيء عابر مثل الامراض التي سبقته، ولا اعلم ما يرتئي لهذا المجتمع المتخلف إلا أن يلقى احدهم حتفه.

هل اصبحنا لا نعي ماذا يصرح الخبير الصحي والمعني بالأوبئة؟! وفقدنا حتى الصدق في هؤلاء المختصين ليكفينا شر هذا المرض المستشري في العالم، مازالت تصريحات وزارة الصحة تعلن وتكرر الاعلان بالمسموع والمرئي بكل انواع الرسمية الوطنية، إلا أن بعض الجهال من الناس ما زالت تستجدي الفقاعات التي تريد ان تنتشر بأي وسيلة في وسائل التواصل الاجتماعي ”السوشال ميديا“.

ونحن دون علم منا أو نريد ان نريح انفسنا نسمع ونرى منهم ما يطمئننا على صحتنا وحياتنا للأسف...!! وهؤلاء الشرذمة لا يفقهون وليسوا مختصين ولا أي منهم فتح او قرأ عن هذا المرض اصلا، فقط رأي احد الاطباء الحمقى في البداية بأن هذا المرض يشبه الأنفلونزا لا داعي للخوف أو سمع من احد الجهلة بأن هذا المرض لا يؤثر ولا داعي لذاك الخوف والهلع.

الإنسان بطبعه يريد أن يتعلق بقشة تقيه الغرق، ولهذا اصبحنا لا نريد أن نأخذ الأمر كما اخذته وزارة الصحة وفوقها الدولة، لماذا هذا الاستهتار؟! لماذا لا نريد أن نتثقف؟! لابد أن يموت إنسان امامنا ونعرف بأن كل الخزعبلات التي تقال بأن هذا المرض لا يقتل كاذبه.

والغريب كل الغرابة في شأن المتزمت الذي ليست لديه أي مسؤولية تذكر سوى أنه يخاف على فقدان جواز سفره!! والإنسان الذي امامك ألا تشكل لك حياته معنى عندما تصاب وتنتقل له العدوى بسبب كتمانك بأنك سافرت لبلد موبوءة قبل اسبوع أو اكثر!!

احدهم اتى من تلك البلد وراح يجوب الطرقات ويصافح ويقبل كأن شيء لا يعنيه والطامة الكبرى من يزوره بعد سفره والطامة الاكبر من يستقبله في مجلسه، ينبغي لنا الحذر وعدم المجاملات واخذ العبر، إذا كان شرعا فالشرع امر بالمثول للفحص، ولا داعي بأن نزايد على صحتنا وصحة المجتمع بأكمله لشخص أيا يكن، لأن العالم البشري اصبح متساوي بالمرض فلا فرق بين كل الناس.

تستوقفني الآن قصة صديق جاءت زوجته من الخارج قبل انتشار خبر ”كورونا“ ببضع ايام ولم تفصح عن سفرها لأنها لا تحس بأعراض ابدا، وبعد مدة زمنية قصيرة اغمي عليها وعند الكشف عليها تبين حملها لهذا الفيروس، نراجع السيناريو من أوله، زوجتي العزيزة ما رأيك بأن تجري فحصا. لا داعي لهذا فأن البلد الذي جئت منه لا توجد به اصابات لا تقلق!! في نفسه: الله يستر....!! رد عليها: لكن فقط لنطمئن.. بصوت يصاحبه الصراخ قالت: ماذا بك؟! كل هذا تريد الخلاص مني!! لم ينبس بأي حرف سكن كالحجرة، ها هو الآن في المحجر الصحي مع كل الاسرة والمخالطين، كم هي عظيمة تلك الجريمة التي لم تحسب حسابها تلك الزوجة الحمقاء.

وفي موقف آخر اتصل علي احدهم يقول: أن هنا معه في الغرفة المجاورة «ابو فلان» متضايق من الحجر والحجز ليس متعودا على ”الحبسة“ نصحته بأن يصبر فالاحتراز اسبوعان فقط وان شاء الله تكون الفحوصات سلبية، اما انا فقد تبين اصابتي بالمرض والله المستعان.

لا بد ان نتعترف انه في المحجر الصحي وخلف كواليس الابنية المملوءة بالناس والعمران ملائكة رحمة وايادي بيضاء تسهر لا تنام تعانق القضية بكل اريحية وبروح وهاجة لكي تسعد الآخرين الذين منهم وللأسف من لا يعتبرون بأن ثمن الإنسانية غالية، نعم كوادر الصحة هم في الصفوف الأمامية يبات بعضهم أو أغلبهم بالمشفى وبالكاد يرون ذويهم، هل هذا كافٍ حتى نستعد ونعيد حساباتنا ونخفف من انتشار هذا الوباء؟!! أم تنتظرون الموت الذي يأخذ اقرب الناس لديكم؟!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
علي
[ Alqatif ]: 16 / 3 / 2020م - 12:45 ص
😂 كأني بك تصرخ من "قماعة راسك" و بيدك عصاً تلوح بها،
تارة ايها المغفلين و تارة المتخلفين ثم المرأة الحمقاء ،
يبدو و لكأن القهر الذي سكبته لا مبالاة الناس في احضاننا نحن المحتسبين خلف اسوار الحصار، كانت قد احتشدت كلها في فؤادك و انطلقت حنجرتك مرددةً صدى الغيض المتميز في قلوب كل الناس، من اطباء و مسؤولين و عامة احتصنوا بحبل الله المتين و طوق نجاة تعليمات الناصحين،

غلظتك مبررة، و لو انها جائت باللغة التي لا يود جيل النيدو سماعه، الا ان اخر العلاج الكي و نتمنى ان تبرأ على صوت حنجرتك المتحشرجة الاسماع التي سد الجهل و البساطة المتناهية حد السذاجة طبلات قلوبها،

احسنت ابو محمد و هدي اعصابك لا يطق لك عرق سلامتك عندنا بالدنيا😁😋