لم تنته الأزمة لكن أشعر باطمئنان أكثر الآن
لعل البعض لم يعرف بإزمة كورونا إلا من خلال الأقلام والأصوات التخوينية الشاذة والطائشة، التي جعلت الفايروس مزدوج التأثير، وكادت أن تسمم الأجواء بسمومها أكثر، وكأنها في مرحلة سباق مع فايروس كورونا أيهما يفتك أكثر.
الحمد لله تم تجاوز تلك البداية بفضل الوعي وجهود الجهات المعنية بذلك، فلم نعد نرى أو نسمع تلك الترهات، لتبدأ بعدها مباشرة حملة أقل ضرراً من سابقتها لكنها أيضا ليست سهلة التجاوز في مثل هذه الأوقات، واستطيع أن اعنونها بحملة إثارة القلق بين الأهالي بمختلف فنون الإثارة بدعوة التوعية والنصح، لكنها كانت في أحسن الأحوال ممزوجة بالعواطف ومشحونة بالتهويل الذي طغى على المعلومة المهمة، ويحسب هؤلاء أنهم يحسنون صنعا، وكأننا في زمن الغاية تبرر الوسيلة.
الحمد لله تم تجاوز تلك المرحلة أيضا، ووصلنا الآن بعد تلك التجارب «المراحل»، لمرحلة يبرز فيها الخطاب المتزن الفعال الخالي من العواطف منزوع التهويل والمطلوب في مثل هذه الأوقات، لقد أصبحت الرسائل التوعوية متسقة مع رسائل وزارة الصحة التي تُكتب بمنتهى الدقة والمهنية، وهو ما يبعث على الاطمئنان لحين إنقشاع هذه الغمامة عن بلدنا وعن العالم أجمع.
في القطيف التي كانت المحطة الأولى لكورونا في بلدنا، أظن اننا اشبعنا شكرآ وثناًء الكادر الطبي الذي بذل جهودًا استثنائية يستحق عليها ما هو أكثر من مجرد التعبير عن الشكر والامتنان. فلقد بذل الممارس الصحي في القطيف جهداً مضاعفًا في هذه الفترة رغم الشح الواضح في الإمكانيات الطبية قبل الأزمة وما زال يعطي، وهنا أود الإشارة إلى أننا في القطيف نرى ونستشعر الجهود التي يبذلها الممارس الصحي في القطيف في التعاطي مع كورونا كما نرى ذلك وتستشعره من قبل، فالفجوة في منظومة القطاع الصحي في القطيف بدأت تتسع بمقدار أكبر الآن في تقديم الخدمات الصحية للحالات الأخرى غير العادية التي لا تحتمل التأجيل أو الضغط أو إدارتها بشكل أقل أهمية أو جودة مثل؛ عمليات غسيل الكلى وحالات الولادة والحالات الإسعافية الطارئة وغيرها.
هذا النقص لم يكن وليد المرحلة الحالية بل هو نتاج تراكم مراحل سابقة وقد اتسع الآن أكثر، أنني مطمئن جدا لأداء كوادر وزارة الصحة في القطيف تجاه أزمة كورونا ولكني أيضا أكثر قلقًا الآن من كيفية التعاطي مع الحالات التي ذكرتها.
أنها طريقتنا في تقديم الشكر الصادق للممارس الصحي في القطيف، إذ نستشعر هموم القطاع وآماله وآمال كل الأهالي في تغطي منشآت خدمات وزارة الصحة وتغطية خدماتها لأكثر من 750 الف نسمة في القطيف وبنفس المعايير التي حددتها وزارة الصحة، كي يحافظ الممارس الصحي على مستوى متقدم من الجودة في تقديم الخدمة. ولدي ثقة كبيرة في معالي وزير الصحة صاحب الإنجازات المشهود لتوجيه الجهود الاستثنائية والدعم المباشر للقطاع الصحي في القطيف الذي يواجه شبح الكورونا من جانب، ومن الجانب الآخر يواجه النقص التراكمي في الإمكانيات الطبية.