آخر تحديث: 23 / 12 / 2024م - 11:33 م

ماذا تريد المرأة السعودية من الرجل؟

سراج علي أبو السعود * صحيفة الرأي السعودي

استرعى اهتمامي تساؤل في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، يقول: ماذا تريد المرأة السعودية من الرجل؟، وضمنيًا كيف لعلاقة أن تستمر بينهما في وئام ونسبة أقل من المشاكل؟، تفاوتت الإجابات كثيرًا، فبين من يذكر تهكمًا تمنياتها برجل يأتي على عربة مذهبة تقودها أربعة جياد بيضاء ذات أجنحة لتأخذها إلى القمر وتحقق لها جميع ما تتمناه، وبين نقيضٍ آخر يرى أنها تريد الستر وكفى.

في تصوري أنَّ إجابة شافية لا يمكن تقديمها لهذا السؤال، غير أنَّني أعتقد أنَّ المرأة بشكل عام، سعودية كانت أو غير سعودية، تصبح في الغالب أكثر تطلبًا حينما تعيش بدرجةٍ ما نوعًا من الحرمان، حرمان الحقوق، حرمان الحرية، أو أي نوعٍ آخر منه، حينذاك تبحث عن الرجل الذي يمثل لها نافذة الخلاص من تلك الأجواء التي كبلتها لسنين.

أعتقد أنَّ الوئام لا يمكن أن يتحقق لمنزل، أصدقاء أو حتى لمجتمع دون أن يملك أفراده من المرونة ما يجعلهم أكثر قدرة على التسامح والتغاضي عن نسبة غير قليلة من زلات الآخرين، السعادة الحقيقية لن تُخلق بالمال، بالرفاه والبنين، وبأي شيء من ذلك، كل هذه الأشياء وإن كانت مهمة إلا أنها لن تجعل الرجل والمرأة سعيدَين ما داما يفتقدان التسامح والعفو تجاه بعضهما.

إذن، ماذا ينبغي أن تُريده المرأة من الرجل لتحيا حياة سعيدة؟ وماذا ينبغي أن يُريده الصديق من صديقه؟ المجتمعات من بعضها؟، ينبغي - برأيي - أن يبحثون في شركائهم عن تسامحٍ وعفوٍ عن زلاتهم، عن تغاضٍ عن نسبة من أخطائهم، عمن يملك القدرة على إدراك أنَّ الإنسان بطبعه خطَّاء، وإن حصل منه شيء من الخطأ فإنَّ استغفاره ينبغي أن يكون سببًا للتجاوز.

هناك مع الأسف من الرجال والنساء من يعجبهم التدقيق الدائم على توافه الأمور، وإعادة اجترار أخطاء الآخرين بشكل دائم وتذكيرهم بها، هؤلاء كما أعتقد هم من يتسببون في تعاسة العلاقات، وحالما يفترض شخص أنَّ الكثير من المال والرفاه يمكن لهما تحقيق السعادة في شركاءٍ لا يملكون العفو والتسامح فإنَّه سيكون مخطئًا بالتأكيد.

تعتقد شريحة أنَّ جملة «أنا لا أجامل أحدًا» هي جملة مفيدة، في حين أنها أحد أسباب عدم استمرار العلاقات الإنسانية وتعاستها، المشاكل والتوترات هي أمر طبيعي يتعرض له جميع الناس في علاقاتهم، وحده التسامح من يستطيع أن يذيب تلك المشاكل وينهيها، وحالما يمتلك الشركاء أموال الدنيا وهم لا يملكون هذه الخصلة فستبقى التعاسة السمة الأبرز في هذه العلاقة.