آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

تأملات مع رحيل سماحة المربي الفاضل الشيخ عيسى الحبارة

رجال الدين ووسائل التواصل «السوشال ميديا»

هاني المعاتيق

مع رحيل أحد أبرز رجال الدين فجأة دون مقدمات، الذي كان رحيله بمثابة صدمة وخسارة كبرى في الوسط الإجتماعي، وقد كان لخبر وفاته حالة من الإستنفار الغير مسبوق عبر الوسائل الحديثة «السوشال ميديا» كما كان تشيعه أيضاً يعكس عمق هذه المكانة التي أسسها الراحل وكان من أبرز صفات شخصيته مضافاً لكونه رجل دين هو دخوله عالم السوشال ميديا بشكل متعمد ومتقن عرفه الشباب من خلاله، وانتشر صوته وصورته بشكل واسع في الوسط الاجتماعي بشتى توجهاته وثقافته، إضافة إلى أن صوته وصل وبكل احترام حتى لِمن هم من غير مذهبه، ولعله وصل إلى ما هو أوسع مما نحاول استقصاءه وحصره.

تحدث الكثير عن شخصية هذا العالم العامل من واقع معرفة بشخصيته أو معرفتهم بمكانته العلمية أو لدوره الخطابي والديني ولا شك أن الحديث عن سيرته حق لمن أعطى مجتمعه والإنسانية الكثير دون حدود.

هناك حديث مختلف وربما يعبر عن معرفة سريعة لهذه الشخصية الراحلة وهو حديث لمن عرفه عبر وسائل التواصل فأغلب من يستمع لسماحته يجهل الكثير عن شخصيته ومكانته العلمية ما يعرفونه عنه أنه استطاع أن يدخل القلوب دون استئذان وأن يصل لأبعد نقطة يرغب الكثير من أهل العلم الوصول إليها ويكون حاضراً بكل احترام ومحبة في الأوساط الشبابية والاجتماعية حتى في الوسط الغير متدين ونال محبة كبيرة جعلت منه شخصية محبوبة ومقبولة لسهولة ألفاظه ولين حديثه ووسطية طرحه وبشاشة وجهه وعنايته بالكلمة.

صفات أجبرت المتلقي على احترامه ودخوله عالم مليء بالجمهور استطاع استقطابه ولم يكن هذا الاستقطاب صدفة دون تخطيط كما أن الطرح لم يكن عشوائياً دون تحضير بكل اختصار كان سماحة الشيخ مدرسة رائعة وتجربة ناجحة تستحق الوقوف عندها طويلاً ودراستها دراسة متأنية بكل ما قدمت من حضور مميز، كما أن هذه التجربة لم تؤثر على مكانته كرجل دين ولم تجبره عن التنازل عن هويته وشخصيته فقط بدل أن يأتي الناس إليه ذهب هو بكل محبة إليهم عبر وسائل الاختصار التي أصبحت اليوم هي منبر الملايين.

يبقى رجل الدين هو محطة تزود كبرى وهو من يستند المجتمع إلى نير حديثه وبليغ خطابه ومصداقية قوله وأمانة طرحه لذلك جاء التساؤل مع الحدث بشكل ملفت لماذا يغيب رجل الدين عن وسائل التواصل «السوشال ميديا» أو بالمعنى الأدق مواكبة الوسائل الأكثر تداولاً وانتشاراً وحضوراً.

كان لنا لقاء مع مجموعة من الفضلاء والعلماء الكرام والشباب الفاعل في السوشال ميديا والوسائل الحديثة للتأمل والتوقف على هذه التجربة الرائعة لرجل مربي ربما تكرر أمثاله ولكن يبقى التكرار متواضعاً جداً قبال الحاجة الإجتماعية والانسانية الملحة ومع وجود استفهام في الوسط الاجتماعي موجه لرجل الدين خصوصاً وجاء الاستفهام متزايداً مع حدث رحيل هذا المربي ولكونه أحد رجال الدين رحمه الله تعالى يستاءل الناس.

وطرحت مجموعة من الأسئلة كانت بمثابة عصف أفكار واستفهامات متعددة تحتاج إلى إجابات بل دراسة واضحة للإستفادة من هذه التجربة ومعرفة الطرق والوسائل والأساليب للوصول لما يخدم المجتمع والدين والإنسان.

هل مطلوب من كل رجال الدين أن يتقمصوا هذا الدور؟

هل المطلوب من رجل الدين أن ينزع لباسه ليواكب الوسائل الحديثه ويتخلى عن هويته وموقعه؟

وهل نحن بحاجة لوجود رجال دين متخصصين في وسائل التواصل لأنها أصبحت منبراً يصعب تركه دون توجيه؟

وهل يمكن تحويل هذا التوجه إلى مدرسة تخرج متخصصين أو تقدم دورات لرجل الدين ليواكب هذه التقنية ويتعرف على قنوات التواصل الأكثر نفعاً وحضوراً

هي مجموعة تساؤلات طرحت ويطرحها الكثيرون في منتدياتهم ومواقعهم ومجالسهم وتبحث عن إجابة.