ليس حرية بل بلاء
بِسْم الله الرحمن الرحيم
﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا﴾ «15» النساء.
لن أقول تلك الظواهر إذ أن الظاهرة تحتاج إحصاءات ولست بالمعنية بها، ثم لأجل التمني أن تكون غمامة بلاء عابرة سوف ادعوها بالسلوكيات الفاحشة.
اذاً تلك السلوكيات الفاحشة «المثلية الجنسية» ليست بحرية شخصية، بل وباء ابتلى به مجتمعنا على مرأى ومسمع من الجميع، فأين ذوي الرأي والمشورة من مثقفون واستشاريون وعلماء وعلى رأسهم وزارة الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية، كذلك المنتديات الثقافية والاجتماعية.
ليس المرة الاولى التي أتطرق بها لذا الموضوع الشائك، إنما أعود له بعد أن تناولته بتاريخ 6 / 12 / 2013م أي ما يقارب سبع سنوات لأجد المعضلة قد تفاقمت وتضاعفت لدرجة كارثية.
هل ندرك حقيقة الوضع وما يترتب عليه من خسائر أخلاقية واقتصادية على كافة الأصعدة.
سوف أطرح بعض النقاط لمضاعفات طاعون المثلية الجنسية من وجهة نظري القصيرة.
عزوف عن الزواج للجنسين
انتشار الأمراض الجنسية
انتشار الأمراض النفسية
انتشار الجريمة
انتشار المشاكل الاجتماعية
التفكك الاسري
الطلاق
والكثير الكثير من المشكلات المترتبة على المشكلة الأم.
أما تكاليف تلك المشكلة فتدفع فاتورتها مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الصحة، فغالبا ستنتهي الحالات عندها أما لعلاج الصحة العامة أو النفسية.
أما الخسائر الاقتصادية فلنا أن نتخيل ما الذي يدخره فرد أولوياته عمليات تحويل جنس وعلاجات هرمونية واغداق مثيله بما لذ وطاب.
أما أكره ما في الموضوع هي الشريحة التي لا ترى في المشكلة مشكلة بل تراها حرية شخصية ولا يجوز استنكارها.
ولا أعرف لما كل شيء عندنا يأخذ طفرات «يشطح وينطح»، مثلاً دائما نسافر أوروبا وأمريكا والذين يعتبرون مصدرون للبلاءات الاخلاقية للعالم هناك نرى المثليين منبوذين والناس تتهكم وكثير من الولايات الامريكية إلى الآن مازالت المثلية غير قانونية لديهم ومع هذا في الولايات التي سنت المثلية لم أشاهد بنت في صالون حلاقة رجالي ولا العكس.
الآن لا نقول لبناتنا ابتعدن عن أماكن تجمع الشباب بل نحذر من البنات.
صراحة اصبح الامر مر علقم.
في حين بلدنا يعيش طفرة الرؤية، وجود هذه السلوكيات الفاحشة تنغص على المجتمع الاستمتاع بمعايشة التقدم والفرح بمرحلة وطنية تزخر بالعلم والثقافة والتقدم والانفتاح العصري.
هذا الوباء ينخر في مجتمعنا ويهز اركان وقاره وهيبته.
فما نحن فاعلون لمحاربة هذه السلوكيات الدخيلة وغيرها؟
التوعية والتثقيف، الاحتواء، النصح والإرشاد المباشر والغير مباشر قد يكون سبيلا.
اليوم لدينا منصات مؤثرة مباشرة المسرح والسينما. افضل ما قد يوصل الرسائل الهادفة.
وطننا أمانة في أعناقنا جميعاً وأبناءنا بنين وبنات غروساً نغرسها لتغدو مروجاً مثمرة يزدان بها الوطن ويفخر.
فلنربي ونوجه وننصح دون كللاً ولا ملل.
اما للمريضات فلا قولاً يقال بعد قول الله تعالى في ذكره الحكيم وتلك في الأعلى آية للاستدلال والتذكير.
وعند شرع الله لا يبقى مجال لفلسفة انسان او تنظير.
فقط اتسأل عن الملثليات الى أين تتجه الحياة بهن وأين الوطن منهن؟
سواء كانت البوية مجرد مسترجلة شكلاَ وسلوكاَ بغرض إبراز صفات التنمر دون الشذوذ الجنسي أو كلاهما معاَ، فإنه فعلاً محرماَ شرعاَ ومرفوضاً اجتماعياَ لما له من عواقب مدمرة على الصعيد الفردي والاجتماعي والإنساني.
كثيرة وجميلة هي الحملات الوطنية المطالبة بالحقوق والتصدي للظواهر السلبية والفساد.
فأين هي من التنمر والشذوذ الذي اختزل في كلمة بوية.
المسترجلات ليس بالمشكلة الجديدة على المجتمع، لكنها أكيد باتت تشكل مشكلة كبيرة وخطيرة جداَ، حيث في السابق كانت المسترجلة تدرك بأنها منبوذة اجتماعيا فتحاول اخفاء سلوكياتها الشاذة عن أعين الناس حتى إن كانت تعاني مشكلة صحية خًلقية وهرمونات ذكرية واضحة على ملامحها وجسدها، نادراَ ما يلاحظ عليها سلوكيات شاذة ومنحرفة معلنة عمداَ، على عكس بويات هذه الأيام اللاتي يتمتعن بأنوثة كاملة حيث انعم الله عليهن بخلقة تامة.
اذاَ من اين جاء هذا التشوه النفسي والشتات العقلي والى اين يتجه؟
لماذا اتسعت الدائرة حتى دنت لحدود الظاهرة؟
من المسئول عن انتشارها؟
اوجه كلماتي التالية للبويات اللاتي رأيت كثيرات منهن خصوصاَ في المدارس.
عزيزتي البوية: حقيقةَ لم أرى بك أي علامات الذكورة سوى رفع أكمام المريول ومبالغة في فرد كتفيك وتجنيح ذراعيك وتقصير شعرك، وكثير تيه وحزن عميق يقدح من عينيك، وجسد ممتلئ انوثة مفجوعا بحقدك عليه، ذاك الجسد الذي يترقب أن يحتوي يوماَ مخلوقات ملائكية تستبسلي في احتضانها ورعايتها، والزهو بأمومتك وفخر الأنوثة لديك.
ما تعانين منه ما هو إلا تشوه نفسي وشتات عقلي اوجده ضعف الوازع الديني إضافة لضياع هوية الذات وخلل أخلاقي انتجته ترسبات كثيرة عجزتي عن مواجهتها أو لم تدرك وجودها، ربما يكون تمرد على محيط مغلف بذكورة مطلقة اشعرتك بالضعف والعزلة ورغبة دفينة بالانتقام من عنف وذل في مرحلة ما من عمرك سبب عقدة لديك عندها لجئت لتقمص شخصية البوية للاختباء خلفها، ولم تذكري بأن المشاكل ليست حصراَ عليك.
الله سبحانه وتعالى خلق البشر جنسين ذكور وإناث، اللين والرقة في طباع الأنثى لا يعني الضعف كما أن التنمر والشراسة في الذكر لا تعني القوة ولا تمت للرجولة بصلة.
التنمر والعنف والبلطجة سلوك غير سوي مرفوض ديناً ودنيا.
لفظ بوية لا يقتصر فقط على التنمر إنما يتعداه للشذوذ الجنسي سواء مارسته البوية أم اقتصرت ممارساتها على العنف والإيذاء الجسدي واللفظي للفتيات سوف ترافقها تبعات المرحلة وصمة مخزية ما تبقى من حياتها.
فهل فكرتي المدعوة بوية ما سوف يحل بحالك بعد أن تنفض شلة البويات من حولك وترحل كل واحدة لحياتها الخاصة مخلفتك تواجهي حياتك وحيدة محطمة.
تذكري دوماَ بأن المراهقة مرحلة عمرية تنقلك إلى عالم النضوج وليس ساحة لتمرير التجاوزات السلوكية والانحرافات الأخلاقية.
وحدك من سيحاسب تجلدي من قبل نفسك قبل المجتمع، أنت المسئول الأول والأخير، لن يحاسب المسئولون الاخرون، لن تسأل أسرتك عن سبب وصولك لهذه المرحلة من التدني الأخلاقي وضياع هويتك الإنسانية، لن تحاسب وزارة التربية والتعليم ومناهجها المهلهلة فقيرة العلوم التربوية والمعرفية التي لم تكلف نفسها عبئ اطلاق برنامج توعوي لاحتواء سلوك منحرف مدمر تفشى بين اسوارها.
وضع محزن وأقل واجب هو كلمة قد تكون سبب في تغيير واقع ولو بنسبة قليلة أو تنبه أحد المنساقون في غياهب البؤس.
المثليات إلى أين دون مسؤوليات الوطن ومثقفيه والناشطين؟
هل من برامج وطنية مكثفة بتكاتف جميع المؤسسات الحكومية والاجتماعية؟
هن مهما كثر عددهن أو قل لبنات للمجتمع بحاجة لإصلاح يؤهلن للمشاركة المثمرة في بناء الوطن والتعايش بانسجام طبيعي خلقن له.