خلف الكواليس
حياتنا مسرح متنقل نحمله معنا أينما نذهب كواليسه هي خلواتنا ودواخل نفوسنا فنحن أبطال تلك المسرحيات التي نحن من ألف أحداث رواياتها في أحيان كثيرة وأحياناً تكون النصوص اقتباس من روايات خارجية.
وسائل التواصل الاجتماعية ساعدتنا على إجادة تقمص الكثير من الأدوار على خشبة المسرح وإرسال رسائل متعددة الاتجاهات والقيم عبر الأثير بعضها مرتجل وبعضها مما اعجبتنا وراقت لنا وكأننا نصور العالم المثالي الذي نعايشه لنقف على خشبة المسرح ونمثله بكل ثقة ومصداقية لواقع ندافع سلبياته بقناعات نؤمن بها ونصدقها بينما خلف الكواليس واقع أخر معاكس للنص الذي يمثل على المسرح.
فمتى نجعله مطابقا للأدوار التي نتقمص شخصياتها؟ بحيث لا ننفصل عنها بعد اسدال الستار ولا نكون شخصيات خيرة مثالية على خشبة المسرح نقدم الحكم والمواعظ وخلف الكواليس تتلبسنا الأرواح الشريرة.
فالكلمة التي نكتبها يجب أن نؤمن بها إيمانا كاملا ونعمل بها ونطبقها في حياتنا قولا وعملا حتى تكون كلماتنا مؤثرة وتؤدي مفعولها بالشكل الصحيح فلنكتب بصدق ونعمل بصدق وأن يكون كلامنا موافقا لأفعالنا.
هناك حالتان تفسر ما نحن عليه اليوم
الحالة الأولى هي حالة الببغاء والتقليد من غير دراية وفهم لماهية الأمور بمعنى مع القوم،
مجرد إعادة ارسال من غير قراءة للمشهد الذي سوف نقوم بأداء الدور له فالقراءة السريعة لا تعطي نتيجة وإنما تكون مجرد قشور لفهم الفكرة لذلك تكون ادوارنا سطحية.
اما الحالة الثانية هي من يعاني انفصام في الشخصية تراه يقرأ بتمعن ويجيد تمثيل الدور على خشبة المسرح ويلقى استحسان الجمهور ويصفق له الكثير ولكن بمجرد ما يسدل الستار يخرج من الشخصية والمود الذي عاشه طول فترة تقمص الدور حتى أنه ما يعرف نفسه ليعيش غربة الابتعاد عن الواقع والصراع بين القيم والمبادئ التي يمثلها، ورغباته وهوائه الداخلية فهو على خطين متناقضين لا يعرف على أيهما يثبت فهذه هي الازدواجية.
فكلنا مرت علينا مواقف وشخصيات مثلوا هذه الأدوار لدرجة الاقناع لنتفاجأ بعد ذلك بالعكس شخصية ثانية، بالتعبير المتداول تربة مسجد.... اترك التعليق لكم.
أتمنى أن لا تجبرنا الحياة والظروف في يوم من الأيام على تقمص أدوار لا تناسب شخصياتنا الحقيقية؛ وأن نكون خلف الكواليس بذات المصداقية التي نحن عليها أمام الجمهور وقبل كل ذلك أمام أنفسنا.