آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

نجيب الزامل مدينةُ فرح

ليالي الفرج * صحيفة الرأي السعودي

الإبداع الإنساني لغة حياة، وطبيعة الدلالة الحياتية تستلزم النموّ والتقدّم، إذ لا يمكن أن تمثّل الحياة واقعًا جامدًا أو من دون روح فاعلة، أو بلا ثقافة قادرة على إذكاء الفعل الحياتي من جهة وكذلك لديها الاستعداد والقدرة على التفاعل مع فعل آخر من جهة أخرى، شريطة اعتماد الأسس التي تؤدي إلى تفاعل بنّاء.

وتبقى قيمة العمل الإبداعي منسوبةً بكلّ أبعادها للشخصية المبدعة، سواء كانت بصفتها الشخصية أو تلك الاعتبارية، فرديةً كانت أو جماعية.

وحين يكون الحديث عن شخصية لا يمكن أن يُنظر لها من خلال إطار محدد أو من خلال جهة واحدة، فإنّ ذلك يستدعي بحثًا أكثر عمقًا وأوسع رؤية من قراءة مشهد يحدّده إطار هنا أو فحصٍ محدود الزاوية هناك.

والواقع مع عَلَمٍ معروف وشخصية يشهد لها الجميع بالقدرة على تحريك السواكن وتقليب الصور وتدوير الزوايا، كما هو الحال مع الكاتب المبدع نجيب الزامل، يمتلئ بالكلمة، ويمتلك الفضاء الإبداعي الذي تغدو أدوات هذا المثقّف الموسوعي بيئة حيوية للفعل الإنساني الصانع للحياة فيه، والذي لا تبدو على ملامحه صورة يائسة أو نكوص في المسير.

فالمطالع مثلًا للنتاج الكتابي للراحل الكبير نجيب الزامل، يجد أنّه أمام قارئ موسوعيٍّ نَهِمٍ، كما هو كاتب مبدعٍ وصاحبِ احترامٍ فيما يطرحه لقارئيه ومتابعي مقالاته.

إنّ القارئ لما تكتبه هذه الشخصية يرتبط بالمحتوى المكتوب للقيمة التي يمثلها هذا المحتوى، معرفةً، وصدقًا، وقدرةً على امتلاك مشاعر القارئ بعفوية مؤثرة وحوار مع منطقة القناعات لدى القارئ الذي يجد نفسه متفاعلًا بعفوية متبادلة مع كاتبه دون عناء، حتى وإن استدرك القارئ على كاتبه حول رأي أو بخصوص معلومة.

وهكذا فإنّ الكلمة حول أحد أهم صانعي الفعل التطوعي في بلادنا، لا يمكن أن تتوقف، لِما كان متحققًا حتى هذه اللحظة من أعمال يعرفها واقع العمل التطوعي، وهي التي تتقدم يومًا بعد يوم، وتتوسع عامًا بعد عام.

إنّ القواسم المشتركة بين شخصية المثقف الكاتب وبين شخصية المثقف الإنسان لدى الأستاذ الزامل - رحمه الله - تتجلّى كبيرة على مؤشر الفعل الإنساني، حيث يذوب الكاتب في إنسانيات لحظاته، ويسبر المثقّف فضاءات حركته الدؤوبة، كلّها للإنسان ومن أجل الإنسان وبإحساس الإنسان.

والشواهد التي أشارت إليها أقلام الكتاب والمثقفين كانت كثيرة حول هذه الشخصية السعودية التي يمكن أن تكون نموذجًا ملهمًا للكاتب والمثقف السعوديّ الذي يعيش كلّ دلالات المواطنة، ويحفّز الإنسان نحو صناعة ما يسعد الإنسان، وما يحلّق بالفرح في كل وجود إنساني وخلال كلّ مظهر يعيشه الإنسان.

إنّ شخصية وطنية مبدعة في حجم الكاتب السعودي نجيب الزامل، تستحق تكريمًا، وأجِدُ أنّ ذلك لن يكون بعيدًا في واقعنا الثقافي الحديث الذي نعيشه في مملكة الخير والإبداع الإنساني، في ظل القيادة الحكيمة ورجالات الوطن المخلصين.

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.