المخدرات سمٌ قاتل
المخدرات هي الوصفة السحرية للهروب من الواقع، رشفة، أو قرص، أو سيجارة، ثم ينتقل الإنسان إلى عالم آخر يظن أنه عالم السعادة أو هكذا يصور له، وهو في الحقيقة بداية رحلة الشقاء والتعاسة والتيه والسراب!
ولما للمخدرات من آثار تدميرية على شخصية الإنسان والمجتمع والقيم والمثل فقد أجمع الفقهاء على اختلاف مذاهبهم على تحريم المخدرات، كما أن القانون المحلي والدولي يجرم الاتجار بها أو التسويق لها.
وقد أكد العلم الحديث على أضرار المخدرات وآثارها المدمرة على حياة الإنسان والمجتمع؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى ضعف وقصور في أداء النشاط الحسي والوظائف العقلية، وضعف القدرة على التحكم في التصرفات، كما يؤدي أيضاً إلى تقلب المزاج العام للشخص، وتعرضه للتقلبات والهزات النفسية والعقلية.
كما أثبتت نتائج البحوث أن التعاطي يؤدي تدريجياً إلى تدمير الجهاز العصبي، وغياب الاتزان والاستقامة في السلوك الاجتماعي.
ومن المحزن أن يقع بعض الشباب والفتيات في شباك المخدرات نتيجة لغفلة من رشدهم أو بتأثير من أصدقاء السوء، وأن يتحولوا فجأة إلى مدمنين، والمقلق أن العدد في تزايد مستمر بفعل الإمكانات والقدرات والوسائل والأساليب التي تستخدمها مافيا المخدرات في عمليات الترويج والتسويق والدعاية لهذا السم القاتل.
من أجل وقاية الشباب من الوقوع في حبائل المخدرات ينبغي الانتباه والتركيز على النقاط الآتية:
1 - تذكير الشباب دائماً أن المخدرات حرام شرعاً وعقلاً، وممنوع قانوناً، وأن المخدرات قد تصل بالإنسان إلى الموت، وحينئذٍ يخسر الدنيا والآخرة.
2 - تحذير الشباب من التفكير في تجربة المخدرات، فمن يتعاطى المخدرات يصل إلى درجة الإدمان بعد أول شمة، أو بعد ثلاث شمات في المتوسط. والشباب حيث يحبون تجربة الممنوع والمجهول يبدأون بالإدمان على المخدرات من خلال حب التجربة والمعرفة بالمخدرات، وليكن في علم الشباب أنه لا يجوز ارتكاب المحرمات ولو من باب التجربة!
3 - الابتعاد عن رفقاء السوء، وعلى الأب مسؤولية كبيرة في هذا المجال، إذ لابد من مراقبة واعية وذكية للأولاد، وتحذيرهم من مصادقة الأشرار؛ لأن مصادقتهم هو الطريق نحو الوقوع في شبكات المخدرات العالمية.
4 - زيادة التوعية بمخاطر المخدرات على صحة الإنسان، وتوضيح الآثار التدميرية لتعاطي المخدرات على الصحة والقيم والأخلاق والأسرة والمجتمع والاقتصاد.
5 - تقوية البرامج التليفزيونية والإذاعية والانترنتية التي تتناول مضار المخدرات، وإنتاج الأفلام والبرامج التي توضح الآثار الخطيرة لتعاطي المخدرات.
من رحمة الله تعالى بالإنسان أن فتح له باب التوبة والرجوع عن المعاصي والذنوب والموبقات، ومنها موبقة المخدرات؛ فمن ابتلي بالإدمان عليها فإن طريق التوبة مفتوح للتائبين، فمن تاب تاب اللَّه عليه، ووسائل العلاج متوافرة للمدمنين كي يقلعوا عن إدمانهم، وإرادة الإنسان قادرة على جعله يقلع نهائياً عن تعاطي المخدرات بجميع أشكالها، فما ضعف بدن عما قويت عليه النية.
إن مروجي المخدرات يستغلون أيام الامتحانات لإيقاع الطلاب والطالبات في وباء المخدرات بحجة أنه يعطيهم القوة والقدرة والنشاط للامتحانات!
وهذه من الأساليب الشيطانية والخادعة للإيقاع بالشباب في وحل المخدرات، ولذلك عليهم الحذر والانتباه من هذه الحيل والأكاذيب، وعلى الوالدين والمربين مسؤولية إرشاد الطلاب والطالبات من خطر المخدرات، وتنبيههم من الأساليب المخادعة المتبعة عند مسوقيها.
إن خطر انتشار المخدرات يهدد سلامة المجتمع، ويضر بجيل المستقبل من الشباب والفتيات، لأنه يقضي على أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم، ويخلق العديد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، ويخسر المجتمع الاستفادة من طاقاتهم ومواهبهم وإبداعاتهم، ويكونون عبئاً عليه بدلاً أن يكونوا عماد تقدمه ونهوضه.
وعلى الآباء والأمهات الاهتمام بمراقبة أولادهم بصورة واعية وغير مباشرة، وملاحظة سلوكياتهم خصوصاً إذا ما ظهر عليهم علامات التغير غير الطبيعية، ومن المهم جداً حثهم على اختيار أصدقاء جيدين، وتجنب أصدقاء السوء، وتوليد البيئة الصالحة للتربية على القيم والأخلاق.