آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

وحين أسدل الليل فستانه

جمال الناصر

كل شيء في الحياة، يؤطره ماهية المفهوم في ثقافة الإنسان، كيف يقرأه، ويعيشه، ويمارسه. النجاح، كغيره من الأشياء، التي يهتم بها الإنسان، أكان قديمًا، أم حديثًا، مرورًا إلى ظلال المستقبل. ماهي ثقافتك؟، يأتي النجاح، متوازيًا في خطه المستقيم بجانبها. إنه - النجاح -، يختلف، كرؤية، وتطلع من شخص إلى آخر، في حين أن نافذته مشرعة مسافاتها إلى كل طالب، ينشده.

إنه، ومع التطور التكنولوجي، كوجود قنوات التواصل الاجتماعي - السوشل ميديا -، تداخل المفهوم عبر شرفات، أضافت حداثية معناها الإيجابي والسلبي، نظرًا إلى ما استجد في الوعي الثقافي، كذلك التأثير الاجتماعي، والنفسي. وعليه، هل تأثر مفهوم النجاح ب ”السوشل ميديا“، جدلاً قد يكون الأمر صحيحًا، وإن كان خاضعًا إلى عامل النسبية. لذا يعتمد - النجاح -، على المستوى الثقافي، وما تحتويه الذات من الأفق الإنساني، والنفسي.

دائمًا، كان يهمس في أذني، يقول: إن النجاح يا صديقي حق مشروع إلى الجميع، ومشاربه مفتوحة، فقط ينبغي عليك أن تحتضن ذاتك، وفكرك، تستمر بالنظر إلى الأمام، وكلما بدأت خطوة فكر في الخطوة التالية، وليكن الصمت، التأمل رفيقك. ويحيك على إثر الآه، آهات الكلمات، يغزل من خيوطها، استدراج طموحاته، لعل الطموح، يقوده إلى الغيمات، ليبصر جيدًا. لم يدع صديق الروح، لحروفه أي تأويل آخر، اتخذني، كالقرطاس، يرسمني من كل أحلامه، صبره، ليراني ناجحًا. وحين أسدل الليل فستانه، لم يكن المعنى، يراقصه - النجاح -.

عدنا كلانا، مسافر يحمل حقيبته المزدحمة بالكتب، التي تجعله لا تخبو خطواته ناحية العشب، يقارع هزيمة المعنى، يصرعها الخيبات، يقرأ عن حياة النجوم في لغة الرائعين نجاحًا. هي لغة الصامتين، تعلمنا، وترشدنا. عدت مجددًا أبحث عنه، مسافر يأتيني كلما ادلهم الظلام، يهديني النور، مسترجعًا مفرداته، صمته، لازلت أنقب عن أرقام هاتفه النقال، لأهمس في أذنيه: إن النجاح يا صديقي حق مشروع إلى الجميع، ومشاربه مفتوحة، فقط ينبغي عليك أن تحتضن ذاتك، وفكرك، تستمر بالنظر إلى الأمام، وكلما بدأت خطوة فكر في الخطوة التالية، وليكن الصمت، التأمل رفيقك، يا صديقي، إن أقسى ما يمر على ذاتي أن لا أعانق اليراع، لأكتب، تعوزني الفكرة الناضجة، الرغبة المحفزة للكتابة، الظل، الذي يبعث ضوء الشمس، لتشرق في مسافات اليراع، ليخضر العشب، وتزداد الكلمات بالأحرف. قرأتها يا. صديقي، وكتبتها، لتكن بخير أينما كنت.