أبعاد لونية تحت المجهر
تتضافر الجهود التشكيلية لنخبة من فناني الجبيل والعاملين، حمل اسم جماعة «أبعاد لونية» ومن المسمى نستخلص أحد أهداف المجموعة فلكل رؤيته الفنية وأسلوبه في المضامين اللونية.
ضم أسماء معروفة في المنطقة الشرقية وأخرى تم تعريفها من خلال المعرض المقام في صالة عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون بالدمام هذا الاسبوع.
35 عمل تقاسمها المشاركون 14 فنان وفنانة.
وتنوعت المدارس بين سريالية الفنان حسن أبوحسين والفنانة ابتسام فالأول قدم 3 أعمال ومسمياتها مرح الطفولة، ومحنة غواص: بين أسماك القرش، وبين الزرافات، أظهر قدرته الدقيقة في التحكم بالنسب والأبعاد وإن قطعت بعض أطراف العناصر وكثرت إلا أن المواضيع لازمته بذاكرة خيالية خصبة أتمنى أن يختصر بعضها لتمكين المتلقي من عدم التشتيت والإستمتاع بما يجيده أبوحسين من تسجيل متأن للأشخاص والحيوانات وللّون المنسجم مع مخيلته التي ستدر عليه أعمال كثيرة بعد اختزالها.
أما الفنانة ابتسام الشهري: فكانت اللوحات الثلاث ترمقك عيون المرأة بنَفَسٍ أنثوي الرمز الخاص وارتكاز الأفكار الميتافيزيقية الغير معقولة في الأولى خيال امرأة بشفافيتها اللونية الزجاجية كالمدرك الشكلي في خصائص رسوم الأطفال، أو ماوراء اللا شعور فالعين إما باصرة أو مبصرة في لوحة ”عربية أنا“ والوحدة اللونية المتجانسة.
وتأثر المهندس الفنان المتألق سلامة الرشيدي بتخصصه الواضح في عمارة المنازل فاللوحة الأولى من تراث منازل الجنوب والأخرى من تصاميم منازل الشرقية التي عايشها ودرسها واهتم بالمنظور والزوايا المناسبة التي تقتضي التلازم وكان لإدراك ألوانه المنسجمة تقوي رجعته بعد طول غياب.
الفنان حسن مداوي: بلون واحد ودرجاته المتعددة أعطى قيمة خطية متينة في ثلاث لوحات بتفاصيل الحجر في المنازل الشعبية بإسقاط الضوء على الجدران مع التمكن من الدقة والتفاصيل، كما أن المساحة المتروكة سمحت للمتلقي التأمل في انتقاء هذا المشهد.
وفي مجموعة مناظر مزج الفنان شاكر السليم الكلاسيكية في الشخوص البدوية والجِمال مع التجريد في الخلفية ذات الألوان الحارة الصحراوية الصفراء ودرجاتها، التي حبذا لو بدأ الخلفية قبل العناصر لم تطل الألوان عنق المرأة فوق الجمل.
وغرد الفنان وليد الحسين بألوان موسيقية وضربات إيقاعية الفرشاة الشفافة الناعمة لأوراق الشجر الباردة والأزهار بالوان الوردي الزاهي.
ظهر في المنتصف لوحات للخطاط محمد الربيعه بالكوفي الهندسي ولوالده الخطاط جمال الربيعه لوحتين بخط الكوفي الفاطمي والأخرى تلاقى الخط الكوفي وفي وسطه الثُّلُث في تناغم وانسجام.
وللفنان قصي العوامي عمل واحد ملأ مساحة اللوحة بألوان الجدران القطيفية ارتبطت بقصاصات الكولاج التي يعالجها في معظم أعماله اختزلت حروف عربية وأخرى انجليزية.
تتقارب عند فهد الكردشي الصيغ الهندسية التجريدية محشوة بالخطوط الأفقية وتراكيب عمودية كسجاد السدو بتطعيمها بالألوان الأساسية على خلفية قاتمة إلا أن الثانية أضيف لها البعد الإسلامي كالمنارة وأصبحت النقوش أكثر وضوحا لإعطائها النفس المطلوب.
وهناك أعمال: للفنانين المرحوم الفنان هادي الخالدي، محمد الزهراني، إلهام ابوطالب، محمد الشنيفي.