اللغة العربية لغة إبداعية متميزة
من الصعب أن تكتب عن اللغة التي احتوت القرآن الكريم بما فيه من معجزات لغوية وكونية.
فاللغة العربية تشرّفت بارتباطها بالدين الإسلامي، ويكفيها هذا فخرا، فلا تقبل الصلاة إلا بها، ولا تصح قراءة القرآن الكريم إلا بها، وهي مرتبطة بالدين الإسلامي فوجودها واستمرارها من وجوده واستمراره.
وتعتبر اللغة العربية لغة شمولية ومتنوعة المفردات فمثلا كلمة ”فرح“ تجد لها مفردات كثيرة تدل عليها مثل سرور، وانشراح، وسعادة، وكذلك ”الحزن“ تجد له مفردات مثل الهمّ، أو الشجن، أو الأسى، وهذا مما يدل على ثراء هذه اللغة الجميلة وتنوعها، ويساعد المتحدث أو الكاتب في التعبير وتوصيل المعنى المطلوب.
وساهمت اللغة العربية في بلاغة الإنسان العربي بتنوع مفرداتها وجمال نطقها حتى أنها تميزت عن اللغات بحرف لايوجد في جميع اللغات وهو حرف الضاد وسميت بلغة ”الضاد“.
وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية المستخدمة، وكذلك من أكثر اللغات التي لا تزال تستخدم، وهي أكثر من ست لغات انتشارا في العالم، وكان أصلها ومنشأها الجزيرة العربية وانتشرت في جميع بلاد العالم.
وهي لغة قديمة ضاربة بقدمها عمق التاريخ، وبالرغم من ذلك إلا أنها تتمتع بمرونة عالية وقدرة على التطور، فقد أعطت مسميات للأشياء الحديثة في عصرنا الحالي كالآلات والصناعات الحديثة التي لم تعرف بمسميات في السابق، وبفضل تمتعها بالقدرة على ”الإشتقاق“ ظهرت مسميات حديثة لها مشتقة من كلمات موجودة في اللغة العربية، ولم يحتاج اللسان العربي لمفردات أجنبية دخيلة من لغات أخرى.
وأكثر ما تميز به الإنسان العربي هو الشعر وفي كل عصر تجد كم هائل من الشعراء سواء في العصر القديم أو الحديث؛ واللغة العربية ساهمت بصناعة وبلاغة الشعراء فتجد الكتب مليئة بالشعر بل جميع أنواع الأدب البليغ سواء في الشعر أو النثر بمعاني عميقة ومفردات غاية في الجمال وكل ذلك يعود إلى اللغة المعجزة التي أظهرت ما يجول في النفس البشرية، ووظفته بكلمات متنوعة ومتناغمة في الصوت وغاية في الفخامة والتراكيب.
جمال اللغة العربية ظهر أيضا في شكل الحروف وطريقة رسمها، فتفنن المسلمون بالخط العربي وأبدعوا بطريقة رسمه فظهر بأشكال غاية في الدقة والجمال مثل خط الرقعة والنسخ والخط الكوفي وغيرها.
لذا لا غرابة أن اللغة العربية علم يدرّس، ولغة إبداعية متميزة.