سنة وتسعة أشهر للحصول على مكافأة نهاية الخدمة «1»
قدمت استقالتي من وزارة الصحة بسبب ظرف الدراسة خارج البلاد ثم تقدمت بطلب مكافأة نهاية الخدمة، حيث كانت المكافأة ستغطي جزءاً من المديونية التي علي للبنك حيث حصلت منه على قرض شخصي ولم أنته من تسديده، ظلت معاملتي لقرابة السنتين تلف وتدور بين الموظفين بالمديرية وكأنها مسألة معقدة ليس لها حل حتى إن البعض شككنا بقوله أنني لا أستحق مكافأة نهاية الخدمة لأنني مستقيلة ولست متقاعدة، وصار زوجي ينتقل بين الموظفين ليبحث عن تلك المعاملة وكل شخص كان يقابله يعده بأن يشتغل عليها وأن ينتهي منها بسرعة، ولكنها تظل عند كل موظف بما لايقل عن أسبوع أو ربما لشهر كامل، في ذلك الوقت وصلتني رسالة بأنه قد تم منعي من السفر بسبب التأخير في دفع بعض المستحقات للبنك، وبالرغم من أنني سددت بعد ذلك جزءاً كبيراً من مبلغ دفعات البنك المتأخرة إلا أن البنك رفض أن يرفع عني حكم ايقاف الخدمات ومنع السفر بسبب أنني لست موظفة وهدد البنك بحجزي في السجن ان لم أدفع لهم المبلغ كاملاً أو بأن أدفع فقط بقية المبلغ المتأخر وأعطيهم خطاب يثبت بأنني موظفة ولدي راتب.
ذهبت مع زوجي لجهة عملي بهدف انهاء موضوع المكافأة حيث كان زوجي يذهب بشكل شبه يومي دون أن يتمكن من انهاء معاملتي المعقدة، كان كل موظف يحوله على موظف آخر إلى أن ذات يوم قال لنا أحد الموظفين بأن المعاملة قد اكتملت من جهتهم وطلب منا التوجه إلى وزارة الخدمة المدنية حتى نستلم منهم المكافأة، فذهبنا على الفور إلى وزارة الخدمة المدنية وشيَّك أحد الموظفين النظام ثم قال لنا بأن المعاملة ليست عندهم وربما يتوجب علينا الذهاب لمؤسسة التقاعد، بعدها توجهنا لمؤسسة التقاعد وأكد لنا الموظف هناك بأن المعاملة موجودة عندهم ووعدنا بأن يسرع في الإنتهاء منها، وبعد أسبوع ذهبت مع زوجي إلى مؤسسة التقاعد للسؤال عن المعاملة فردوا علينا بأن المعاملة فيها خطأ ولا يمكن صرف المكافأة إلا بعد تصحيح الخطأ وقد أرسلوا خطاباً لجهة عملي لتصحيح هذا الخطأ، لم أكن أتخيل بأن المعاملة ستنتهي في يوم من الأيام فقد مرَّ عاماً كاملاً ومعاملتي تلف وتدور بين الموظفين من دون نتيجة.
بعد أسبوع ذهبت مع زوجي للمديرية وكالعادة أي موظف نسأله يرد علينا بأن معاملتي غير موجودة وأنه لم يصلهم أي خطاب، لحسن الحظ كان يوجد لدينا صورة من الخطاب ورقمه فأعطيناهم الرقم ووجهونا أخيرا إلى الموظف المختص، وكما كنت أتوقع فقد كان الخطاب مركوناً لأن ليس لديهم حل كعادتهم، وكان الموظف يخاطبنا وهو بالكاد يفتح الخطاب والمرفقات التي أرسَلَتها لهم مؤسسة التقاعد، وكان يرغب في إعادة إرسال الأوراق إلى مديري المباشر لتدور معاملتي بين الموظفين من جديد، ولكنني قلت له بأنه لا داعي لذلك لأن إدارتي أرسلت لكم المعاملة كاملة وبكل دقة وكانت لدي صور من المعاملة في جوالي تثبت صحة المعلومات المرسلة من إدارتي المباشرة، ولما رأى بأن المعاملة كاملة وصحيحة قرر أخيرا بأن يوجه خطاباً لمؤسسة التقاعد ليوضح لهم الخطأ، ورفضت بأن أخرج من عندهم إلا بعد أن تم كتابة الخطاب وتوقيعه وتصديره وبعدها أخذنا منهم رقم الصادر للمعاملة حتى نتمكن من متابعتها.
بعد حوالي أسبوع تواصلنا مع الموظف في مؤسسة التقاعد لنتأكد من وصول الخطاب لهم فأجابنا بأنه سيتأكد من وصوله وسيعاود الإتصال بنا، أكد لنا بعد ذلك بأن الخطاب كان موجودا عند موظف فرع الرياض وقال بأنه لابد أن اوقع لهم اقرار بصرف المكافأة، فوقعت ذلك الإقرار وأوصله زوجي لذلك الموظف «فله كل الشكر والإحترام لتعاونه»، بعدها بأسبوع تقريبا جائتني رسالة من مؤسسة التقاعد بأنه سيتم اضافة الإستحقاق لحسابي، ثم تواصلنا مع الموظف المختص وأخبرنا بأن المعاملة انتهت ولكن المبلغ لابد أن يظل تحت الرقابة لمدة 10 أيام وبعدها ينزل في حسابي، بعد تسعة أيام وصلتني رسالة بحوالة واردة على حسابي في البنك وكان مبلغ المكافأة الذي انتظرته بعد استقالتي بسنة وتسعة أشهر، له الحمد رب العالمين حمداً كثيراً على أن جعل رزقي في يديه ولم يجعله في أيدي الناس.
