لماذا لم يتغيب زميلي؟؟
طلب زميلي في العمل أن يأخذ إجازة ليوم واحد حتى ينهي بعض أعماله الخاصة. فأخبرته بأن يأتي باكرا وينهي بعض الأعمال الموكلة إليه ثم يستأذن لينهي أعماله الخاصة. في الحقيقة لا ادري أكان هو مجرد إقتراح أو كان تجاوز للصلاحيات الممنوحة لي من من قبل مديري المباشر.. رغم أن المدير لم يحدثني واكتفى بنظره سريعة لي. إلا أنني أحسست بتوبيخ من خلالها. لكني كنت شبه متأكد بأن زميلي سيعود سريعا وبالفعل فقد أنهى كل أعماله القريبةكما أنهى بعض الأعمال التي تخص العمل ثم عاد بشكل إعتيادي دون تجاوز الوقت الممنوح إليه لإنهاء متطلبات العمل.
كان السؤال الذي انتابني هو لماذا عاد بهذه السرعة؟
بين خروجه وعودته اختلفت ملامح وجهه وكأن هرمون السعادة اشتغل بأعلى طاقة لديه. وكان الجواب الوحيد هو بيئة العمل.. وحدها التي كانت كفيلة بعودته سريعا. أذكر مرة حدثني صديقي بأن هناك قسم لديهم على مدى اربع سنوات لم يطلب أي أحد منهم إجازة.
كان هذا بالنسبة لي حكاية من نسج الخيال أو ضرب من الجنون' ولكني بعد ذلك أيقنت أنه عندما يعمل المرء في بيئة عمل صالحة فإن معدل إنتاجه يكون في أعلى المستويات فتراه يعمل بلا كلل أو ملل وعندما يكون لديه قائد عظيم فلابد أن يكون إنتاج تلك المجموعة فوق المستوى المطلوب منه.
وحتى نرقى بإنتاجنا لابد من وجود قادة عظماء
إن القيادة العظيمة هي التي تخلق ذلك الإبداع في العمل وهي التي تساعد على إبراز ذلك المخفي في بواطن الموظفين فمن المستحيل أن يقدم الموظف إنتاج مشرف وحقوقه مسلوبة منه ومستحيل أيضا أن يبدع دون الأدوات التي تساعده على الإبداع.
الإنتاجية والإبداع هما نتاج بيئة عمل صحية مبنية على التفاهم بين المدير وموظفيه على أسس من الإحترام والتقدير والإبتعاد عن الأنا.
وعلى المدير أن يكون قائدا في مختلف جوانب عمله وأن يصنع من موظفيه قادة تكمل مشواره فهم تلك الصدقة الجارية التي يورثها إلى عمله وهم تلك الشعلة التي تنير الدرب للأجيال التي تأتي بعدها وله أجرها وأجر من عمل بها.