آخر تحديث: 5 / 12 / 2024م - 12:40 ص

القيادة أخلاق قبل أن تكون فن ومهارة

أمينة الرمضان

كنت أتصفح أحد برامج التواصل ولفت انتباهي وإعجابي مقطع لطيف وظريف يتحدث فيه أحد الأشخاص عن احترام البعض لآداب الطريق وإفساح المجال للغير فقد كان المقطع عبارة عن كلب يركب عربة سائقها حِمار !!

وعندما أراد صاحب المقطع اختبارهم بتجاوز لتلك العربة ماكان من الكلب والحمار إلا ان يفسحوا له الطريق بكل هدوء وسلاسة وبلا عناد وكأنهم يمتلكون العقل والمهارة بالقيادة!!

وبعد مرور السيارة من جانبهم عادوا إلى الطريق الذي كانوا يسلكونه

فهل من المعقول أن تصرف بعض الحيوانات أفضل من تصرف بعض البشر ؟!

سابقاً لم أكن أنتبه جيداً للأخطاء التي تصدر من بعض الأفراد اثناء القيادة بل على العكس كنت بالغالب أُلقي اللوم على صاحب السيارة التي تقُلني إلى أن جاء القرار الملكي للنساء بالقيادة أخذتني الأمنيات والأحلام لتعلم القيادة وأخذ الإصرار والحماس يداعب امنياتي حتى اتخلص من ذل المواصلات وأخذت أتعلم أول الدروس بمخطط «الجابريه» حتى انتهيت وبعدها بدأ التطبيق الفعلي لممارسة القيادة داخل الأحياء والشوارع ، كنت اشعر بلذة الإنتصار على الخوف والرهبة ، والحمدلله تمت على خير وسلمنا من مخاوف القيادة ورهبتها.

ولكن ! لم نسلم من بعض الوحوش البشرية التي تظن أنها في عالم الغاب وأن البقاء للأقوى وقد يظن بعض القراء أني أبالغ بالوصف ولكن هذا الواقع .

للأسف في مجتمعنا تنتشر ثقافة الإستهتار والتهور في القيادة إلا مارحم ربي فالقليل من يلتزم بتعاليم وانظمة المرور وكأن الشارع مُلك السائق وحده !

لا أحد يهتم للمقابل له كل شخص يريد أن يكون هو الأول حتى لو كان غير مضطر والساحة مفتوحه له.

«يحد على سائق السيارة التي بجانبه حتى يجتازها بسرعة ويكون هو الأول، يخالف قوانين الإشارة ويقطعها حتى يكون هو الأول،

لاينتبه للتقاطعات ولا يكترث للقادم منها والعكس صحيح حتى يكون هو الأول، يتجاوز السيارات وقت الإزدحام يميناً ويساراً حتى يكون هو الأول».

أشعر كأننا في حلبة سباق أو حلبة مصارعة والبقاء للأقوى !

أشعر بعدم فائدة مدارس القيادة التي تحثنا على تطبيق المهارات بكل جدارة وإذا تعثرنا بمهارة تأخرنا في استلام الرخصة.

وبعدها لانرى إلا التهور والإستهتار بالقيادة خارج المدرسة ، فكان من الأولى تدريب المتدربين الجدد رجال كانوا أم نساء على المواقف التي تحصل بالشوارع حتى يجتازها السائق بسلامة ونقلل من الحوادث إن كان ذالك نافعاً ومجدياً !

فكم شخص فقدناه وضاع عمره وأُثكل والداه أو تيتمت عائلته بسبب تهوره او تهور سائق آخر.

كم سيارة جديدة لم يكتمل فرحة مشتريها ولم يدفع ماتبقى من اقساطها أصبحت حُطام بالتشليح بسبب التهور !

كم جسد اصبح معاق أو سطيح الفراش بسبب التهور وووو ...... إلى مالا نهاية

ماذا لو التزمنا جميعاً بأنظمة القيادة فهل سنخسر شيئاً ؟

لذالك أُريد إيصال رسالتي من خلال هذه المنصة المباركة لعلَّ وعسى ان نجد حلاً لمشكلة أزلية كانت ومازالت وازدادت مخاطرها بعد مشاركة المرأة للرجل بالقيادة.

أخي السائق / أختي السائقة

أولاً: أنفسكم و أرواحكم أمانة فلا تلقوها بالتهلكة

ثانياً: تحلوا بالصبر والحلم وكظم الغيظ أثناء القيادة فالحياة لن تتوقف ولن تنتهي لو تأخرنا قليلاً

ثالثاً: تهوركم وسرعتكم لن تضركم أنتم فقط بل يمتد ضررها للمركبات التي بجانبكم وللمارة عدا الضرر النفسي الذي سوف يُخلفه ذاك التهور في قلوب الأهل والذوي

رابعا: وهو خاص بالأخوة الأعزاء أتمنى مراعاة الوضع والقرار الجديد فالنساء لسنا كالرجال في السيطرة على المركبة أثناء القيادة إن واجهتها تلك المواقف ولا يمتلكن الخبرة الكافية لتجاوز تلك المخالفات التي تبدر من السائق المتهور

فكثير من النساء اللواتي يتفاجئن بالموقف ولا يُحسنَّ التصرف بتلك الأمور ويحدث ما لا نريد حدوثه ، والأمر الذي لاترتضيه لأمك / لأختك / لزوجتك / لأبنتك لاترضاه لغيرها فكلهن أمانه والبعض منهنَّ أجبرتهم الظروف على القيادة فرفقاً بهم قبل أن نفقد الكثير من الأمهات والفتيات كما فقدنا الكثير من الرجال والشباب وتزداد نسبة الحوادث الأليمة.

كلنا راعي وكلنا مسؤول عن رعيته فلا للإستهتار والفوضى ونعم للإنضباط والإلتزام بتعاليم وقوانين القيادة.