آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:06 م

قُبلة السعادة

رجاء البوعلي * صحيفة الرأي السعودي

«قُبلة السعادة هي قُبلة الحياة، فالحياة دون سعادة موت روحي» لربما قرأ الكثير منا حول مفهوم السعادة في حياة الإنسان، ووجد اختلافًا في الآراء وتباينًا في الدراسات التي أُجريت حول أسباب السعادة وطرق الحصول عليها، ويمكننا إجمال بعض العناوين الرئيسية كمصادر لسعادة الإنسان على مستويات عدة، منها الذاتية كالتصالح مع الذات، والأسرية كقضاء وقت ممتع مع أفراد الأسرة المقربين، والاجتماعية كالمشاركة التطوعية في الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، والاقتصادية بمشروعات رفع الدخل وتحسين مستوى المعيشة، وقد ذهب البعض إلى التمتع بالصحة الجيدة واعتبار الحياة بدونها مشقة.

ولا ننسى أن البعض يرى أن العلاقة الروحانية هي صمام الأمان للشعور بالسعادة.

أرى أن كلها موارد لإسعاد الإنسان ولكل فرد طبيعته التي تختار سعادتها، فالانخراط الاجتماعي قد يكون باعثًا لسعادة شخص ما، بينما يُربك هدوء آخر وجد سعادته في السكون والاكتفاء بقراءة صامتة في مكتب مكتظ بالكتب فقط، ارتياد المقاهي أو السفر على انفراد الذي أصبح ممارسةً لكثير من الناس، فصاروا يوثقون لحظتهم بكاميرا وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون شيئًا سخيفًا بالنسبة لشخص يرى حاجته لرفيق سفرٍ واقعي وليس جماهير افتراضية.

هكذا يمكننا فهم السعادة بالنسبة للأفراد بحسب فروقاتهم الفردية وطبائعهم الشخصية، ولكن هناك عاملًا مهمًا جدًا لإنجاز نشوة السعادة هو استجابة الآخر «شريك اللحظة السعيدة» فالجلوس مع أسرة مشاكلها لا تنتهي، والسفر مع رفيق كئيب، والتطوع في مجتمع سلبي، وحياة الرفاهية بالماديات دون حب، وصحة بلا حركة ولا نشاط، كل هذه المنابع لا قيمة لها دون تفاعل إيجابي من البيئة المحيطة والتي تعتبر هي الحاضنة لتربية روح الرضا والسعادة، فأين تكمن المشكلة؟.

لقد ألقى «س» من الناس سلامه الصباحي مُحملًا بابتسامة بوجه أحد الزملاء، وجاء الرد بملامحٍ جافة تعجبية، مما دفع الابتسامة للتراجع واستبدالها بعقد الحاجبين لا إراديًا، وتفاجأت ﷺ من النساء بصرخةٍ غاضبة من زوجها أثناء إعدادها للعشاء احتفالًا بعيد ميلاده، فانخفضت روح الفرح بداخلها لا إراديًا.

إذن السعادة كالقبلة، نحصل عليها بالمشاركة مع البيئة والأطراف الأخرى، وهكذا يعاني بعض الأفراد من عرقلة مجرى السعادة في حياتهم، فمحاولاتهم المتعددة قد لا تجدي نفعًا! فما هو السبب؟.