آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

العوامية تنبت زهورا

هدى الغامدي

رتبنا عدة التصوير الخاصة بنا «من أجهزة ومايكات وستاندات وإضاءة وكاميرات محمولة» وانطلقنا جميعا في ثلاث مركبات متوجهين من مجمع تلفزيون الدمام قاصدين محافظة القطيف وتحديدا وسط العوامية، وهنا لابد أن أعترف بأنه وعلى الرغم أني من سكان المنطقة الشرقية إلا انني لم أزر قط محافظة القطيف يوما.

توجهت ومن معي من الزملاء وكل الأفكار التي تدور برأسي هي عن شكل هذه البلدة، وعن كيفية مبانيها وطرقها وسكانها وكيف سيستقبلوننا... وغيرها من الأسئلة، كان الطريق سالكا غير مزدحم، أخذت أتساءل بيني وبين نفسي لماذا الطريق غير مزدحم مع أننا في عطلة نهاية الأسبوع؟!! هل لأن معظم الناس ذهبوا لحضور فعاليات موسم الرياض وخاصة مع تحسن الطقس وجمال أجوائه؟!! المهم أسئلة كثيرة تدور في رأسي حتى وصلنا للمقر المتفق عليه مسبقا لتصوير مهرجان الزهور الأول في العوامية.

وبالفعل وصلنا لموقعنا وقام الطاقم بالبدء في إنزال عدة التصوير من المركبة استعدادا لبدء توثيق اللحظات ثم بدأت رحلة البحث عن أفضل مكان نضع فيه رحالنا استعدادا للبث المباشر عبر الأقمار الصناعية، وقعنا في حيرة جميعنا في أي مكان تحديدا وسط المهرجان الكبير يكون مكاننا، إذ هالنا جمال وروعة المهرجان الكبير الذي تزين بمليون زهرة موسمية ملونة ورائعة، رتبت في شكل هندسي متميز وأنيق، خيل إلي وكأني داخل حديقة غناء طبيعية ومتواجدة منذ زمان ولم تنشأ للتو وستتواجد بالمهرجان لمدة أيام معدودة ومن ثم سينتهي المهرجان.

بدأنا بالتجول بداخل مهرجان الزهور وفيه عرفت الإجابة عن السؤال الذي كان يدور برأسي بأن الطريق المؤدي للقطيف غير مزدحم، إذ شاهدت الآلاف الحضور من الذين أتوا من محافظة القطيف ومن خارجها حتى أنه بلغ عدد زواره خلال اليومين الأوليين ما يقارب الخمسة والعشرون ألف زائر «هذا بحسب إحصائية بلدية القطيف» أتوا للاستمتاع مع عائلاتهم بالفعاليات التي خصصت لتناسب جميع شرائح المجتمع، حيث بلغ ما تم رصده من فعاليات مئة وعشرين فعالية، إضافة للمسابقات الثقافية والتوعوية من خلال احتواء المهرجان على العديد من البرامج ذات الصلة بالحداثق والزهور وكيفية العناية بها والمحافظة عليها ومعرفة ما يناسبنا من زهور تكون صالحة للزراعة في بيئتنا ومعرفة الزهور التي لا تناسب بيئتنا.

استطاعت مملكتنا بقيادة حكومة ملكنا خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - اتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضد الإرهاب بالقضاء عليه وتنمية وإعمار العوامية عن طريق المشاريع التنموية العملاقة التي شيدتها وغيرها الكثير من المشاريع التي لا تزال تحت الإنشاء، وما مهرجان الزهور الذي من المتوقع أن يصل عدد زواره خلال خمسة أيام إلى خمسين ألف زائر إلا واحد من العديد من المشاريع التي رصدتها مملكتنا لمحافظة القطيف، فالحمد لله على حكومة تنبذ الإرهاب بكل صوره وألوانه وعلى شعب ملتف على قيادته ويعملان يدا بيد من أجل ازدهار ونماء بلادنا.