أمنيات بسيطة مازالت معلقة
ما بين الاستماع إلى محاضرة الباحث عبدالخالق الجنبي عن الآثار الديلمونية في جزيرة تاروت وتقلص عدد بيوت حي الديرة التاريخي يوم بعد آخر، يكبر حجم الضجيج الذي يحدثه تضارب الأفكار لفهم ما يحصل، فقبل أسابيع قليلة كانت بيننا لجنة تابعة للهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية آتت تستمع لأراء واقتراحات الأهالي لحماية المعالم الأثرية بتاروت وبحث سبل تطوير الجزيرة بكاملها كمنطقة سياحية قادرة على جذب السياح من داخل وخارج المملكة.
لدينا معادلة بسيطة لفهم ما يريده الأهالي كي تكون جزيرة سياحية، وهو أن يكون لنا في جزيرة تاروت منطقة بل مواقع وشواخص تحوي المنجز الحالي الذي يؤرخ لهذه المرحلة تتقابل وتتناظر مع تلك الشخوص والآثار التاريخية التي نسعى للحفاظ عليها، وهذا هو الطموح والأمل التلقائي للأهالي والرغبة المتوقعة لكل زائر أو سائح يزور المنطقة، فالزائر يحتاج إلى رؤية معالم تروي قصص الناس في اللحظة الحالية التي تعيشها البلد كي يحكيها للآخرين كما يتطلع قبلها لرؤية الشواهد التاريخية بكل تفاصيلها لهذه المنطقة.
أننا نحتاج للحفاظ على تراثنا العمراني وغير تراثنا غير المادي وحمايته من العوامل الطبيعية وغير الطبيعية، كما نحتاج لتوثيق هذه التغييرات والطفرة التي تشهدها بلادنا، وتجسيدها مجسمة على أرض الواقع كي تكون حاضرة بيننا يراها القاصي والداني وتكون شاهد للأجيال القادمة وبينهما انسان وبنى تحتية نفخر ونفاخر بهما.
لقد قدم الأهالي لتلك اللجنة مجموعة من الحلول العملية والمجربة التي ثبت نجاعتها في مواقع عدة، وهي خير بديل لفشل استمر لأكثر من سبعة عشر عاما، وأن البدء بالتجديد وابتكار الحلول هو ما نحتاجه قبل أي شيء آخر.
أن الموازنة بين الحفاظ على آثار وتراث جزيرة تاروت سيما حي الديرة التاريخي ودارين وبين تأسيس شواهد حضارية تؤرخ للمرحلة الحالية وما تعيشه المملكة من تغيرات تنموية على كافة المستويات هي الفلسفة التي نتبناها ونتمنى أن نراها على أرض الواقع في جزيرة تاروت التاريخية، وتطبيق ذلك عبر آليات مبتكرة تبنت بعضها وزارة الثقافة في مناطق أخرى من المملكة.
أن التمكين بل والمزيد من التمكين هو الأسلوب القادر على ابتكار وإنتاج الحلول للتحديات الجدية وليس العودة للأساليب أو التطبيقات التي انتهت صلاحياتها واصبح وجودها هو الشاذ الذي لا يستقيم مع المرحلة الحالية.