آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:55 م

من أهم أسرار الناجحين

زينب البحراني *

رغم ما يبدو ظاهريًا من أن البعض يُحققون نجاحًا هائلاً لا يستحقونه؛ إلا أن الحقيقة أن لا أحد يستطيع تحقيق نجاح طويل الأمد راسخ الجذور دون أن يستحقه بالفعل، لا بد من وجود جانب خفي تحت الماء لا يراه الناس من جبل الثلج، وهو الأساس الحقيقي للجزء الصغير الظاهر أمام أبصارهم.

لا شك أن للاجتهاد والرغبة الصادقة والشغف غير المحدود واستمرارية التعلم دورًا كبيرًا في دعم نجاح الإنسان والقفز بمكانه نحو عالم النجومية في مجاله المُفضل، لكن مقابل تلك العوامل يجد الإنسان نفسه محاطًا بعوامل أخرى داعمة للفشل ودافعة نحوه مادمنا نعيش على كوكب الأرض وبين مُجتمعاتها البشرية غير المثالية، منها تثبيط الهمة، والسخرية، والعداوات غير المتوقعة، والخسائر العاطفية والمادية. فما الذي يجعل أشخاصًا قادرين على الاستمرار في هذا الطريق الملغوم دون أن يتم نسف وجودهم بينما يتم سحق غيرهم؟

ثمة أسرار لهذا الترياق السحري، وقد يكون أحد أهم تلك الأسرار ”شحن خلايا الدماغ البشري“ بطاقة الأدمغة التي تُحيط به، ولهذا السبب يحرص كل الأثرياء وقادة العالم ونجوم الفن والإبداع على انتقاء أصدقائهم بعناية، وقضاء أوقات مبهجة معهم بين حين وآخر: يلتقون على مآدب عشاء، يسافرون معًا في رحلات استجمام، يمارسون ألعابًا رياضية في نوادٍ تضم نخبة أفراد المجتمع، يحتضنهم يخت في عرض المياه الطبيعية لساعات أو أيام لتتعاون خلايا أدمغتهم في شحن بعضها بالطاقة كي لا ينفد رصيدهم منها.. ويغلفون عالمهم بحدود تجعل من الصعب على الفاشلين والتافهين والكسالى التسلل إليها، لأن تأثير الطاقة التي ترسلها أدمغة هؤلاء عليهم قد يكون مدمرًا.

قد يكون من أبرز الباحثين الذين درسوا تأثير تلك الطاقة الدماغية غير المرئية عبر عصور العلم ”نابليون هِل“، وقد أفرد لها فصلاً كاملاً في كتابه ”السلم السحري للنجاح“ بعنوان: ”العقل المدبر“، ذكر فيه موضحًا: ”إن خلايا الدماغ البشري يمكن مقارنتها بالبطارية الكهربائية، حيث يُمكن أن تُستهلك أو تنفد طاقتها، وهذا يُسبب أن يشعر المالك بالقنوط وثبوط الهمة والافتقاد للطاقة. من الشخص المحظوظ الذي لم يشعر بهذا من قبل؟ عندما يكون المرء في هذه الحالة المستنفذة، فإن الدماغ البشري يجب إعادة شحنه، والطريقة التي يتم من خلالها هذا هي الالتقاء بعقل أو عقول أكثر حيوية. القادة العظماء يدركون ضرورة عملية“ إعادة الشحن ”ويفهمون كيفية تحقيقها. هذه المعرفة هي السمة الأساسية التي تُفرق بين القائد والتابع“. ثم أشار ”نابليون هِل“ إلى استفادة نخبة من اثرياء وعلماء وعظماء التاريخ من هذا السر، كان منهم: هنري فورد، توماس إديسون، وهارفي فايرستون، وكيف أن الثلاثة كانوا أصدقاء مقربين لعدة أعوام، وكانت لهم عادة الذهاب مرة في العام للإقامة معا في الغابة للراحة والتأمل والاستجمام بعيدًا عن تأثير عقول عامة الناس.

هذه المعلومة الثمينة قد تبدو غير قابلة للتصديق بالنسبة لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بما يستطيعون رؤيته، لكن البحث عن تأثيرها عبر صفحات التاريخ، ومراقبة دورها في حياة الناجحين المعاصرين تؤكد أنها حقيقة تستحق الاستفادة منها، وأنها كلمة السر الخفية القادرة على فتح باب مغارة الكنوز التي يتوق الإنسان الطموح للحصول عليها.

كاتبة وقاصة سعودية - الدمام