آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

بسيطة

جمال الناصر

إن الحياة مجبولة على الأسى، الهم، التعب، لتكون بخير دائمًا، تمتع بماهية مفردة ”بسيطة“، لذا في كل أمر، يقتات حزنك، يستفز مشاعرك، قل: ”بسيطة“، وأنت في كامل درجات القناعة، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى بك خيرًا، فإنه كائن لا محالة. إننا في هذه الحياة، نعيش الآه، آهات ثقال، ولكن الإنسان، يتخذ من الآية القرآنية، منهج طريق، قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿فاصبر صبرًا جميلا. وعليه، أن نصبر بلا تذمر، أن نصبر، وقلوبنا مطمئنة، راضية، لندرك الجمال في الصبر.

إن الإنسان، الذي يتمتع بالسكينة، ينظر إلى كل الأشياء، الجميلة منها، التي تدعو إلى السعادة والبهجة، بأنها خير، والقبيحة منها، التي تستجلب الحزن والهم، بأنها خير. نعم، ليس الخير فقط في الفرح والسعد، الخير في كل الأشياء من حولنا، فإن في داخلها خير، إذا ما تم النظر إليها من خلال الحكمة، حتمًا، ستعلمنا، أين تكون خطواتنا، وكيف نكون.

ينقل عن الإمام علي ، قوله: سأصبر، حتى يعحز الصبر عن صبري، سأصبر، حتى ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتى يعلم الصبر، أني صبرت على شيء أمر من الصبر. إن الصبر الجميل، يمنح الإنسان في جانبه المعنوي، طاقة إيجابية، تأخذه بأن يعيش الحب بكل جنبات روحه. لذا، فإن الصبر، يتقاطع، مع الحب، العطف، الحنان، فالذي، يمتلك الحالة الإنسانية، يختزل في ذاته الحب، العطف، والحنان، سيأتي متأملاً، يستفحل صبرًا، ليكتب في صباح الغد على شرفة حجرته، بينما خيوط الشمس، ترشفها الزوايا، إنه الصباح، صباح جديد، وبداية يوم جديد، سأعانقه بالصبر الجميل، لأسعد.

تمر الأيام، قد يؤلمنا شيء ما، قد يفارقنا حبيب، قد يعوزنا شيء..، وهكذا دواليك، كلها معولها الصبر الجميل، الذي يقوم حياة الإنسان، ليكون - الصبر الجميل - بمثابة خط الاستواء. إن الصبر، يحتاج مران، فكلما استطاع الإنسان، ان يتأمل الحياة، أن يستدعي لغة القرآن الكريم، يعيشها باتساع وجدانه، أن يتفكر آياته، أن يصغي، للأحاديث المأثورة عن النبي ﷺ، وأهل بيته ، لتكون الكل، تزدهر في حياته، أن يتأمل التاريخ، أن ينظر إلى ما بعد، وما ينبغي عليه أن يكون. وعليه أن يسأل، ليجيب، وماذا لو غضب؟، وماذا لو أصابه القلق؟، وماذا، إذا عاش في حزنه، متربعًا لا ينظر للحياة بتفاؤل، وأمل؟، ماذا، إذا اختنق بعبرته، معتبرًا حياته عبرات، وماذا..؟، أين تكمن النتيجة؟، النتيجة، تأتي في عقد نفسية، ستلازمه في حياته، تأخذ تصرفاته باتجاهها أفقًا وطولاً، إذا لم يكن الصبر رفيقه وأنيسه.