آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 5:53 م

الاندفاع النسوي

رجاء البوعلي * صحيفة الرأي السعودي

إن من أسوأ الممارسات، هي الصادرة كرد فعل وليست فعلًا أوليًا، فهنا يمكننا تفسير الاندفاع الذي نشهده مع حالات نسوية كثيرة، فبعد أن كانت الأبواب مؤصدة، فُتحت بتسارع، فاهتز الثبات الذي ساد طويلًا، وصارت النساء بين مُمانِعة ومُتفاعِلة ومُندفِعة، وفي هذه المقالة نستعرض صورًا للوجه الأخير:

- إثبات الذات: ليس مستغربًا أن نشهد حالات اندفاع نسوي، تسعى لإثبات ذاتها بعد هذه الحقبة السوداء التي ألغت وجودها كليًا عن المشهد، فنحن نتفهم الحالة النفسية المعاصرة، ولكن ليس صحيًا أن يكون دافع الحركة النسوية وإنجازها هو إثبات الذات فقط، فبناء الذات الناجحة والمؤثرة يأتي تدريجيًا كحالة تراكمية تبني وجودها بالاستدامة، لا بالمفاجأة والصدفة المنفعلة، ثم تنطفئ لفراغها من المحتوى.

- إهمال الدور الأسري: فخٌ لكثير من السيدات اليوم، حيث إن المرأة الحديثة تعتقد بأن النساء السابقات أفرطن في تقديم مصلحة الأسرة على نفوسهن، ولا شك أنه أمر واقع، ولكن هل نجحت اليوم في ضمان حقها الذاتي ودمجه بمصلحة الأسرة؟ للأسف مالت كثير من السيدات لذواتهن مترفعة عن التضحية من أجل الأسرة، مع العلم أن الأسرة هي المكان الوحيد الذي تضمن فيه حصاد كل تضحياتها، والمرأة ليست الشخص الوحيد المُضحي، فدائمًا هناك شريك حتى في التضحية.

- التمكين المالي بالعمل: لقد اعتبرتُه - في مقالة سابقة - شريكًا رافدًا للأسرة، وتقوية بنيتها الاقتصادية للاستمرار، إلا أنه لا يمكن إغفال حالات الاندفاع المتصاعدة بالأنانية، والزاهدة بقيمة وبنية الأسرة بسبب هذا التمكين، فقد تسبب وهم الاكتفاء والمقدرة لدى بعض الزوجات العاملات بطلب الانفصال وترك الأبناء يعيشون متذبذبين في أسرة مفككة! والقصة لا تنتهي عند حل عقد شرعي فقط، بل تعطي انعكاساتها النفسية والاجتماعية وكذلك الفكرية، باعتبارها تجربة إنسانية، قد تكون المرأة فيها مفعولًا به، وقد تكون فاعلًا مُندفعًا واهمًا!.

جدير بالإشارة أنني لا أدعو لإيقاف المرأة على جميع الأصعدة، لأنه حقها الطبيعي الذي تمت مصادرته لسنين، بل ألفت النظر إلى زاوية سلبية من واقع النسوية المُمَكنة، لها وقعها وتأثيرها في بنية الأسرة التي هي نواة المجتمع.