بين الترفيه والبطالة
بلا شك قد احدثت حركة الانفتاح والترفيه التي طالت كثير من مجالات الفنون مثل المسرح والسينما والرياضة وغيرها نقلة اجتماعية أسهمت بالانفتاح على العالم ومواكبة التحضر البشري.
وهذا الانفتاح سيكون له ايراد اقتصادي من شأنه رفع المستوى المعيشي للشعب مستقبلاً بمختلف شرائحه وفئاته سواء عالية التعليم او متواضعته.
فمن الجميل ان نجد بلدنا يسابق الزمن ليكون في مصاف الدول المتقدمة والمنافسة على الإنجاز والتحضر.
الا اننا نرى بين الترفيه والبطالة شباب مكتئب حائر.
وبما ان وجود شاب واكثر يعانون بسبب البطالة في كثير من بيوتنا فإن الالم والقهر يطال أسر باكملها.
ففي حين الأنظار والجهود منصبة على استقطاب مشاهير ومغنين وشركات تشغيل ومؤسسات ترفيه من الخارج وهذا يمثل عصب استثماري مستدام ومهم بلا ادنى شك، إلا اننا نتمنى من وزارة العمل ان تغار من جهود هيئة الترفيه وتقوم بضخ ابناءنا في كافة المجالات والقضاء على البطالة الفعلية وتلك المقنعة الماثلة في السعودة المبطنة لدى كثير من الشركات.
ايضا محاربة العنصرية والمحسوبية والميول القبلية والشلليه... الخ
فمن حق كل مواطن ان يعيش هذه المرحلة النوعية بفرح وراحة بال، لا ان تمر عليه اشهر وسنوات خاوي الجيب ومرتع للوجع والاكتئاب.
وزارة التعليم العالي انفقت أموالاً طائلة وجهوداً جبارة كي تخرج جيلاً على مستوى عالي من التحصيل العلمي من ارقى جامعات العالم لاجل بناء هذا البلد بايدي ابناءه، لا لكي تقف وزارة العمل عاجزة عن احتواءهم بما هو ابسط حقوقهم الا هو العمل لتكون لهم حياة كريمة.
ان البطالة أفة المجتمعات أينما وجدت ضاع الشباب وتفشت الأمراض النفسية والأدهى والامر الانفلات الأخلاقي لا سمح الله.
بالطبع نقدر ونثمن ونحترم الأنظمة والتدابير والآليات التي تقوم بها وزارة العمل لاحتواء وتوظيف المواطن، إلا ان هناك فساد مستشري في الكثير من أماكن العمل فطالما هناك في الخفاء وافدون ومواطنون فاسدون متسترون فلن تستقم الامور.
يحتاج المواطن الى قنوات مفتوحة مباشرة مع الجهات المعنية بالتوظيف لإيجاد عمل وللتظلم من الفصل التعسفي والسعودة المبطنة وكل التجاوزات تجاه المواطنين حيث ان اللجؤ للقضاء العمالي لا يكفي طالما المواطن لن يحصل على عمل دائم وأمن اذ الجهة القضائية تفصل في النزاعات لا توظف.
فلو عملت العمل على غرار ما تقوم به وزارة الداخلية مشكورة بإتاحة التواصل المباشر والفوري بطرحها ارقام ورسائل تواصل تمكن المواطن من البلاغات والشكاوي لسهل على المواطن والوزارة التوصل لحلول ومعالجة البطالة وتبعاتها.
ان العمل حق وضرورة حياة ولا ترفيه دون عمل.
اما الترفيه هو فسحة من الوقت إن توفرت المادة والرغبة كان بها وإلا أمكن توفيرها ولو من نافذة البيت.
اتمنى من وزارة العمل تسهل لكل شبابنا حياة ميسرة كريمة.
وتلك الشروط التعجيزيه لابد ان تحذف مثل:
خبرة لا تقل عن كذا سنة.
ان لا يتجاوز عمر المتقدم عن كذا سنة.
وغيرها من شروط غريبة وعجيبة....
فلا خبرة دون ممارسة.
يتخرج ويبقى خمس وسبع وعشر سنوات يبحث عن وظيفة وهنا يكون العمر المطلوب قد فات!!
ما هذا اليس من حق اي طالب عمل ان يعمل كما من حق اي طالب علم ان يتعلم.
ثم من حق اي انسان حتى المتقاعد ان يعمل طالما لديه الرغبة ام دفعته الحاجة.
العمل سبيل للعيش افسحوا للناس العمل كي لا يتكدسون في اروقة المصحات.