آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 9:58 م

النجاح قدوة حسنة

جمال الناصر

إن النجاح، يأتي من ديمومة الإنسان، بوجوده على هذه البسيطة، منذ ولادته، فإنه، يبدأ حياته حبواً، ليجتهد في الوقوف على قدميه، يفشل حينًا، ينجح أحيانًا أخر. فإنه ليس فكرة، يُسعى إلى اختبارها، ومعرفة مدى صحتها، إنها حياة، يعيشها الإنسان، تختزل في اتجاهاتها الأفكار في كل مستوياتها الأسرية، الاجتماعية، العملية والمعرفية... وعليه إن في عمقه مقومات، تأخذ بيديه، ليكون ناجحًا، البحث عن مقومات النجاح، نجاح في حد ذاته.

إنه قد يصدق القول بأن النجاح، يُعنى بثقافة الاستثمار، وليس المعني في الاستثمار، فقط الجانب الاقتصادي - كما اعتدنا أن نقرأه -، إنما ثقافية الاستثمار، بأن يتعامل الإنسان، مع النجاح معاملة الاستثمار. هذا يأتي في الأسرة - على سبيل المثال لا الحصر -، الوالدين في تربية فلذات أكبادهم تربية صالحة، اهتمامهم بالنواحي المختلفة لديهم، المعيشية والنفسية، الاجتماعية والثقافية والعلمية، تنمية مواهبهم، فإنهم حقيقة، يمارسون الاستثمار فيهم، لذا فإن المخرجات، ستقرأ مقدمُا، لتجيء القراءة في النهاية، كما أريد لها - بعد توفيق الله -. لذا، فإن الوالدين، إذا ما اتبعوا هذه الثقافة في التربية، فإن المجتمع، سيتمتع بمخرجات قيمة، وعلى صعيد الأبناء ذاتهم، فإنهم في المستقبل، ستكون لهم شخصيتهم المتفردة، والحياة الكريمة الأجمل.

- هكذا دواليك -، لا ينتابك البؤس، حين تفشل هنا، أو تفشل هناك، ابدأ، ثم استمر في خطواتك، سيحالفك النجاح يومًا ما. يقال: ”لكل مجتهد نصيب“، إن هذا القول، يمثل في مضمونه، منهج حياة، أحرفه، تبعث الأمل، فإن الغاية، تذيب التعب والأرق، تصيره نافذة، يبزغ منها الضوء، ينير ردهات الظلمة، وإن جاء نورًا شفيفًا، سيضيء. لا يكفي أن يتمتع الإنسان بثقافة الاستثمار، لينجح، حيث النجاح الحقيقي، أن تجيء ذواتنا صافية، كمرآة بلا شقوق - خدوش -، من خلال سعدنا بنجاح الآخرين، نتعلم منهم، السبل، التي جعلت النجاح ديدنهم، توأم طريقهم، لا أن نشعر بالغيرة، الحسد تجاههم، وبعض أمنياتنا، أن لا ينجحوا. وعليه، يستأنس الإنسان بالقدوة الحسنة، كاستئناس الرضيع بحنان أمه.

إن الأنانية، النتيجة الحتمية إلى الغيرة والحسد، تقض مضجع النجاح، تحوله إلى حالة وقتية، يشوبها القلق الذاتي، عدم الاستقرار النفسي في ذات المُبتلي به، فلا يشعر بروعة نجاحه، لذته، ليكون - بالضرورة بمكان -، حجر عثرة في طريق النجاح، واستمراريته في دنياه. السؤال، الذي يطرح ذاته، لحظة تأمل، مفاده: إذا نجح زميلك، رفيقك، الإنسان، الذي يجلس بجانبك، أو الأبعد مسافة منك، أتسعد بنجاحه، أم تحزن؟، الإجابة، تقرر من ثغرها، هل ناجح أنت، أم فاشل، ترتدي لباس النجاح، لتزهو به. ختامًا، كن ناجحًا، يستأنس بنجاح الآخرين، ويعيشه نجاحًا له.