آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

نقص الذات

علوي محمد الخضراوي

بمختلف العقول الإدراكية والتكوين البشري الداخلي الذي أودعه الله في تكوينة هذا الكائن هناك أصناف وأشكال كثيرة يقودهم العقل إلى المسار الحقيقي الجوهري..

إلا أن النفس البشرية تستهوي أن تكون خارجة عن النطاق أو مع النطاق أو بين الاثنين فهي تتعامل مع العقل بالإيجاب أو الرفض ومتعددة الأذواق والأدوار أيضًا…

هناك من يرى نفسه كاملًا في جميع ما يملك من عقل وجمال وفكر ومادة ودور اجتماعي وديني وسلوكي ومنهم من يرى أنه لا يملك شيئًا نهائيًا، ومنهم من يرى نفسه بأنه يسعى للكمال ولكن كلما ارتقى في مستوى الأخلاق والسلوك والمادة يرى نفسه ناقصًا فيسعى للمزيد من الكمال وهكذا يقسم العنصر البشري من الناحية الوجودية التكوينية الذاتية المرآتية..

والله «عز وجل» خلق البشر بأنفس مختلفة وكل شخص يسعى للوصول للقناعة الواقعية أو الشكلية أو حسب المحيط الذي يعيش فيه، فلا يحق للغير أن يقحم ويصادر على آراء الآخرين وكأنهم خلقوا من عنصر فكري مختلف عن سائر البشر وبالتالي فرض عقوبة عليهم بأنهم ذووا عقلية ناقصة غير مدركة ولا تملك من المعرفة ونواحيها بمجرد اختلافهم مع هذا الصنف من البشر…

وفي الطب الحديث أشار علم النفس أو ما يسمى بالطب النفسي المتخصص في العلم السلوكي إلى أن هؤلاء البشر يطلق على تصرفاتهم عقدة النقص..

وتختلف من الرجال إلى النساء حسب حدتها ومكانها؛ لذا فالطب النفسي السلوكي أوجد لها حلولًا لكي لا يقع الإنسان فريسة نفسه وهواه ويمحو كل ما هو جميل حوله ويعيش حياة مليئة بالأنا والتعب والنقص والمقارنة والانفعال والرفض وعدم تقبل الآخرين بما هم عليه…

ومن ضمن هذه الحلول:

1 - التعامل بواقعية وتأنيب النفس البشرية لكي لا تقوم بإرسال إيحاءات سلوكية للعقل الباطن ويترجمها على شكل مواقف مختلفة الردود في الفعل….

2 - الابتعاد عن المقارنة الشكلية والصورية ومقارنتها بالنفس وما تملك من إنجازات..

3 - الرضا والقناعة يلعبان دورًا كبيرًا في الجانب السلوكي والرضا بما قسمه الله لك في هذه الدنيا..

4 - تهذيب النفس عن طريق العبادات الروحية والعملية واستصغارها…

5 - ينصح الأطباء النفسيون بزيارة العيادة في حالة تغير المزاج والانفعال غير المقبول بشكل متكرر والانزعاج من الآخرين بأي شكل من الأشكال دون تعرضهم لك بأي صورة من الأحوال سوى أنهم نجحوا في مجتمعهم وحققوا إنحازات اجتماعية بين أوساط أبنائهم..

6 - الطبي السلوكي يعيد تفكير المصاب بعقدة النقص من خلال إعادة بلورة التفكير والإحساس بوسائل مختلفة إما عن طريق الجلسات التأهيلية أو عن طريق العقاقير أو العلاج الدوائي إذا استلزم الأمر..

نسأل الله أن يبعدنا عن هذه الخصال الذميمة ويحمينا ويحمي أبناء مجتمعنا من هذا الوباء إنه سميع مجيب..