آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

صفات الناقد والمنتقَد

عيسى العيد * ايلاف

كثيراً ما كتب حول النقد وأساليبه، أو المواضيع التي من الممكن نقدها، أو بتعبير أصح وضعها على طاولة النقد وتشريحها. ولعل الجميع قد اتفق على ان النقد: هو تعبير يقوم به شخص تجاه شخص أو مجموعة من الأشخاص بذكر بعض الصفات الفكرية سواء كانت سيئة أو حسنة، على شرط أن تكون مهذبة الطرح والهدف على أي عمل كان أو لأي شخص يكن.

كما إن للنقد مجالات متعددة ومتنوعة، قد تشمل أمورا سياسية، أو ثقافية ودينية. كل ذلك متاح للناقد، وفي المقابل هناك صفات لابد أن يتحلى بها متلقي النقد «المنتقَد»، إذ ليس هناك عملا فكريا كان أو غير فكري هو فوق النقد والتشريح الإيجابي.

ومن تلك الصفات الخضوع للنقد الذاتي من حيث إعادة طرح الأسئلة على الفرضيات التي يتم طرحها، لأن النقد الذاتي طريق معبد للناقدين من خارجها واستيعاب ما يطرحونه. حيث أن النقد الذاتي سوف يتيح الفرصة والاستعداد لتقبل الآراء المختلفة، وعدم تمكن العصبية من أخذ محلها في التفكير، والمرونة لاستقبال أي فكرة مختلفة أو ناقدة للأفكار المطروحة.

كما أن هناك إجراءات من المفترض التحلي بها من قبل الناقد، أولها فهم الفكرة قبل نقدها. ولا يتم ذلك إلا باستيعاب الأفكار وتحليلها تحليلا علميا ومنطقيا، والبعد عن السطحية بحيث يكون النقد بمستوى الفكرة، من حيث قوتها، إذ ليس من المعقول مصارعة فكرة بنقد ضعيف.

خلاصة القول إن النقد وتقبله، هي مهارات وقدرات لا تتم الا بالممارسة والتعلم، بالإضافة إلى الصبر على إتاحتها بين الناس، كذلك لابد من إشاعتها لكي تكن سهلة التقبل والقبول بين الناس، والبعد عن الحساسية المفرطة من سماع النقد الهادف المبني على الاحترام. والأمر الاخر لابد من رقي أساليب النقد وذلك بالبعد عن السب والتجريح لكي يكون الهدف من وجود النقد أيجابياً وفسحته بين الناس لترتقي به العقول والأفكار.

ترتقي الحضارات وتبنى وتزدهر عقول المجتمعات بإتاحة النقد وتقبله، على العكس من ذلك كله عدم وجود النقد الذي بدونه تتجمد عقول الناس وتبقى على ما هي عليه في مقابل تقدم الحضارات المختلفة التي يكون النقد هو أساس وجودها.