موهوب في ”الكورة“ لكنه ”حمار“ في الفلوس
كثيرا ما سمعنا عن لاعبين كبار كان آخرهم رونالدينهو المسجون حاليا. وهو من اللاعبين القلائل المشهورين بمراوغاته الإبداعية. وأنا اقرأ قصته تكررت قصة النصب والغباء الشهيرة التي تبدأ بعبارة، عندي لك مشروع يكسب ذهب.!!
”العام الماضي قضت محكمة العدل بولاية ريو غراندي دي سول البرازيلية بسحب جوازي سفر رونالدينيو وشقيقه روبيرتو موريرا، لعدم سداد ديون مستحقة عليهما بقيمة مليوني يورو، بعد تشييد مصنع للسكر بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى بناء رصيف ومنصة صيد أسماك بشكل مخالف على شاطئ مدينة جوبيا البرازيلية عام 2015“
كذلك الكثير من اللاعبين، والفنانيين والمشاهير. بعد أن خفتت عنهم أضواء الشهرة، وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق يشكون العازة والمرض. بينما كانوا في أوج شهرتهم، ينفقون المال كالمجانين ويلعبون به لعب ”الشوتحي*“. الحقيقة أنهم عندما كثرت أموالهم، فقدوا الإحساس بأهمية المال. يقول أمير المؤمنين ، البطنة تذهب الفطنة.
في صغري، كانت الوالدة تقبض على الريالات القليلة بيدها وتقول لي ”صم إيدك عدل“ فهذه فلوس..!!.... تقولها بحدقتين متسعتين تثبتان أن الأمر جدي ولا تلاعب فيه نهائيا...!!
ثم تناولني إياها وتقفل يدي بإحكام وتتأكد بألا مجال للتنسيم، وذلك بضم يدها على يدي ثم بضربة حانية على الظهر تطلق شارة الانطلاق. هكذا أمشي قابضا على المال، واثق الخطو في زقاق حارتنا حتى البقالة القريبة. ما أن أصل البقالة، تكون الريالات قد تخمرت في قبضة يدي وتحلل جزء منها بسبب الضغط الشديد ودرجات الحرارة المرتفعة. بعد أن اشتري الغرض المطلوب من الحاج عبدالله ويرجع لي الباقي. تلقائيا، أقوم بتطبيق نفس العملية في طريق العودة. وبعد أن أرجع الباقي تتأكد منه.
كانت تلك العملية، عملية تلقين للعقل الباطن بأهمية المال. للمال أهمية كبيرة في حياتنا ولن تستطيع المضي قدما مالم تحسن التصرف فيه. ولن تحسن التصرف مالم تشعر بأهميته. أخاف واحد يجيني ويقول عندي مشروع يكسب ذهب
*الشوتحي: اللي عنده فكرة يعلمنا لأني ما أعرف معناتها.