الأصل في قضايا المرأة
ما زالت قضايا المرأة السعودية - تحديدًا - تتمخض فكريًا واجتماعيًا بشدة، خاصة بعد إطلاق مجموعة من القرارات الإصلاحية في تاريخ السعودية، واعتبارها منعطفًا تاريخيًا في سجل المرأة السعودية، ليبقى التفاوت بين التأييد والمعارضة قائمًا على قدم وساق في أوساط المجتمع، فلماذا؟.
الخلط في الأسباب والنتائج هو مظهر من مظاهر الفوضى في التفكير، وقلة الوعي بأصل الأشياء وقيمها الأساسية خالصة دون شوائب، ولهذا ترتفع الحاجة لتفكيك المفاهيم وتسهيل إيصالها للشريحة الكبيرة، التي ما زالت تحاول تشويه مبدأ المطالبة بحقوق المرأة، وإسقاط قضاياها من كونها جوهرية في بناء الإنسان والأمم إلى اعتبارها رفاهية تافهة لا رؤية لها ولا غاية نبيلة، وهذا يقودنا لطرح السؤال: ما الأصل في حياة الإنسان رجل أم امرأة؟.
الأصل في الأشياء هو الإباحة والإتاحة والحرية، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء، فما يحدث من تمرد أو هروب أو استغلال يعتبر طارئًا بحاجة لمعالجة خاصة بالحالة نفسها سواء من الناحية التربوية أو القانونية.
فحالات الفساد الإداري ليست مبررًا لمنع الاستثمار التجاري بل دافع لإنشاء هيئات مكافحة للفساد، وارتفاع معدل الطلاق ليس مبررًا لمنع الزواج لمن هم دون الثلاثين، بل دافع لدراسة أسباب الطلاق وانعكاساته النفسية والاجتماعية على الفرد.
أما حالات التمرد فلها أسبابها الأخرى ومنها: المشاكل الأسرية، فالبيئة المضطربة تنعكس سلبًا على أصحابها، سواء الأبناء أو الزوجين، مما يدفع بالبعض إلى التمرد والهروب، وقد شهدنا حالات لشباب تركوا بيوتهم لأيام دون إخبار سابق، والسبب الصراع المتفاقم بين الوالدين.
طبيعة الشخصية: الهدوء، الغضب، التمرد، القسوة، الرحمة، الصبر، كلها سمات شخصية لا علاقة لها بالقوانين والأنظمة، فالشخصية المتهورة تختلف في تفاعلها مع الأحداث عن المتزنة، وهذا يدفعنا لتفهمٍ أكثر لطبائع الإنسان والتفريق بين الأشخاص والتعامل بوعي للتقليل من حالات التمرد السلبي والتهور العبثي.
أما قرار إسقاط الولاية عن المرأة هو اعتراف رسمي من الدولة بأن المرأة كاملة الأهلية كالرجل، فالعلاقات المتصالحة بداخل الأسرة لن تتأثر سلبًا بهذا القرار، لأنها مانحة، وتعيش مبدأ التوازن والتكافؤ والحرية المنسجمة في الأصل.