«إن الرجال فوارس لكنما لا سلطة تعلو على النسوان»
تم إسدال الستار عن الجزء الأصعب والذي طالما تم الانتفاع منه، بجعل المرأة تابعًا لا مستقلًا بالقرارات التي صدرت مؤخرًا، والتي جاءت بعد سنوات طويلة من المطالبة ورفع التوصيات في مجلس الشورى، ومن أهم القرارات كانت انتهاء الولاية المتسلطة.
تستطيع المرأة الآن الاستقلال بالسكن باستثناء القصر ويحق لها أن تعمل بلا تمييز أو موافقة طرف آخر، أيضًا للمرأة الحق أن تستخرج جواز سفر بنفسها وتجوب أنحاء المعمورة ودون تصريح بعد سن الواحدة والعشرين.
وصدرت أيضًا قرارات تخص رد بلاغات ولي الأمر الكيدية، وحسب التعديلات تم حل قضية فتيات دور الرعاية وخروجهن بعد انتهاء محكوميتهن بدون الحاجة إلى من يستلمهن، هذه القرارات والتي نصت على إقرار شراكة المرأة وإلغاء القيود، تعتبر وثبة نوعية في الملف الحقوقي للمرأة في السعودية.
وجاءت تلك القرارات لدفن ما تبقى من عنف وقمع وتسلط لا أساس له غير العادات والتقاليد، وكأن المرأة كائن مكبل، فحضور ولي الأمر كان - والحمد لله أن «كان» فعل ماضٍ - كان امتهانًا لعقلِ المرأة وتوكيل لشؤونها وربطها بمزاجية كائن آخر قد يكون متسلطًا وقد يكون مسالمًا.
نعم سقطت وسقط معها تسلط عم رفض سفر ابنة أخيه الطبيبة مؤتمرًا خارج البلاد بحجة خوفه الشديد عليها، سقطت وسقط معها تسلط أب لم يوافق على ابتعاث ابنته، سقطت وسقط معها تسلط زوج رفض علاج زوجته في الخارج بدون حجة.
دعوني أخبركم أنه وحتى لو كان الضرر صفرًا من الولاية لطالبنا بإسقاطها وتمكين المرأة لان الحقوق الأساسية لا تبرر.
يقول ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله -: «أنا أدعم السعودية ونصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء»، وقال أيضًا: «في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء، هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء، لكن هناك أشكالًا مختلفة من فهمنا للمساواة»، كانت النساء بحاجة لقرار سياسي تقدمي وهذا ما حصل.
مع أنظمة الدولة هذه سيكون حق المرأة بدون قيد أو شرط كما للرجل على حد سواء، وليس كما يصورها بعض الناقمين على القرارات أنها انحلال أو تآمر ضد دولتنا الحبيبة، جميع القرارات ما هي إلا حقوق تم إعادتها إلى مستحقيها.
ماذا بعد؟ يجب أن تدرك النساء وخاصة الأجيال الجديدة من فتياتنا الرائعات أن دورهن بدأ وعليهن المضي قدمًا في تحقيق أحلامهن وفق رؤية واضحة ومنصفة وتطوير وعي استغلالهن الفكري والمادي.
ولأولياء الأمور، ربوا أولادكم على الحب والثقة والاحترام ويجب أن تكون الفكرة في تنشئة أبنائكم وبناتكم هي الاحترام والثقة دون تفرقة وعلموهم حق الاختيار، وأن الأسر تشيد بالحب وليس بالتسلط والعنف والقمع.
ولصديقي الرجل، أهديه ما قالته «جمانة حداد»: لا أطلب أن تفكر مثلي، لا أطلب أن تتبنى قناعاتي، لا أطلب أن تؤيد خياراتي، أطلب فقط أن تحترم أني أفكر بطريقة مختلفة عنك وأن قناعاتي ليست قناعاتك ولا خياراتي هي خياراتك وأن لي الحق الكامل بعيشها الآن وهنا تمامًا مثلك.