درب الزلق
كان أحد الشباب يعمل طاهياً في إحد المطاعم، وكان يعمل بجد ونشاط وكان مبدعا في عمله. وقد كان المطعم معتمداً عليه في كثير من أنواع الأطعمة الخاصة. وكان للشاب عم أدخل في عقله فكرة الإنفصال من المطعم لكي يعمل لمصلحته الخاصة؛ لأن ذلك سيجعله يستفيد اضعاف راتبه الذي يستلمه. وبالفعل، فقد أعجبته الفكرة واتخذ قراره وفتح مطعما خاصا به. الرجل كسب عملاء وصيته انتشر في منطقته وتضاعف دخله المادي.
اختلفت مصروفاته عما كان دخله محدوداً وأصبح يصرف بدون حساب. وفي كل ليلة يسحب من الرصيد ولا يعلم في آخر شهره كم أنفق.
اشترى له سيارة ذات السعر المرتفع، ترك العمل بنفسه؛ حيث أنه جلب له عمال يباشرون العمل ومن المفترض أنه يشرف عليهم لكنه صار كثير السفر والتنزه.
خلال سنة تراكمت عليه الديون والمطالبات، رغم دخله اليومي المتزايد، ولم يكمل سنته الثانية حتى أغلق المطعم وتكبل بالديون، حتى أنه صار لا يخرج من منزله لكثرة المطالبين بحقهم من المال.
عمه الذي نصحه بالإنفصال أراد مصلحته لكنه نظر له بأنه طباخ ماهر، ولم يكن في باله أن إدارته ضعيفة، لذلك جاءت النصيحة بشكل معكوس.
كثير من هم على شاكلة ذلك الشاب يبدعون ويعملون ولكن تنقصهم الإدارة، لذلك يفشلون في عملهم، مع أن الزمن تطور. وهناك من هو مختص بدراسة الجدوى وكذلك من هو مختص بالأمور المالية الذين لابد من الاستعانة بهم والاعتماد عليهم.
في المسلسل الخالد درب الزلق؛ الذي لعب فيه الفنانان الكبيران عبدالحسين عبد الرضا وسعد الفرج، دور التجار اللذين يدخلا في مشاريع دون أية دراسة مسبقة، فتنتهي تلك المشاريع بالفشل.
ما أن استعانا بخبير صارلديهما مصنع الكبريت؛ الذي احترق قبل تجديد تأمينه نتيجة شقاوة حسينوه، لأنه لم يحسبها بطريقة سليمة وعدم الاشرف الصحيح، لذلك كانت خسارتهم كبيرة وأصبحا موظفين في محل النعل.
في كل أمور الحياة نحتاج إلى إدارة لكي نستفيد ونفيد غيرنا؛ فالإدارة المالية مهمة لأي شخص كان دخله ضعيفا أو قويا، فمن كان دخله الفين سوف يعيش بحجم ما يدخل عليه، وكذلك القوي لكن كلاهما تحميهما الإدارة، وكذلك إدارة الوقت التي تمكن صاحبها الاستفادة من وقته والإكثار من عطاءاته المختلفة.
من يمتلك الإدارة في حياته المختلفة سوف ينتج الكثير، على العكس من ذلك من كانت حياته مزدحمة ومتداخلة في بعضها، لا يعرف الطريق الذي يسلكه ويفرق بين المهم والأهم، سوف يكون مصيره مصير أبطال درب الزلق.