حرية المعتقد طريقٌ للإلحاد؟
قال تعالى ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾.
في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الإلحاد بشكلٍ كبيرٍ ومُخيف؛ هل للغرب يد في انتشار هذهِ الظاهرة أم بسبب قلة الوازع الديني؟!
تحت مسمى ”حرية المعتقد“ يهدف أعداء الدين إلى تمزيق كيان الإسلام وضرب استقراره بكل السبل والأساليب الشيطانية بعدم الإعتقاد الحق بوجود الخالق عزّوجل، عن طريق نشر ودعم جماعات تُسيئ إلى المسلمين وتصورهم على أنهم همج رعاع رجعيون يعودون بالإنسانية إلى ما قبل التاريخ؛ وتصنف هذه الجماعات بأنها جماعات متحللة من القيم الأخلاقية والوطنية تخدم مخططات أجنبية دون وازع ديني أو ضمير وطني.
بلا شك أننا ندرك بأن الإسلام قائم على حرية الإختيار؛ حيث يقول تعالى ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي﴾ ويقول سبحانه ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾.
غير أن هذه الحرية التي نؤمن بها ونعمل على ترسيخها في سبيل تحقيق المواطنة المتكافئة شيء، والدعوة إلى الفوضى والإلحاد الذي تنبذه الشرائع السماوية شيء آخر؛ وقد أجمعت الشرائع السماوية على ما فيه خير البشرية، وما يؤدى إلى مفاسد وشرور لا تعد ولا تحصى.
غير أن السير في هذا الدرب مدمر لصاحبه ومهلك له في دنياه وآخرته لقوله تعالى ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾.
إن انتشار هذه الظاهرة أو فلنسلم - بوجود حالات فردية فحسب - إلى إنتاج فئة مشوهة وفاسدة من قبل أصحاب النفوذ، واستغلالهم حاجات الشباب للوصول إلى ما يسمى بالإلحاد التربوي.
حيث أنه من المستحيل أن نخصص لكل إنسان حارساً يحرسه أو مراقب يراقبه؛ ولكن من السهل أن نربي في كل إنسان ضميراً حياً ينبض بالحق ويدفع إليه.